SWED24: في قصة تهز الرأي العام السويدي، يكافح ثلاثة أشقاء من بلدية سودرهامن للبقاء في منزلهم البديل، بعد سنوات من المعاناة والإهمال في منزلهم الأصلي. ورغم مرور قرابة ثلاث سنوات على وجودهم في الأسرة البديلة، لم تتخذ البلدية أي خطوات لنقل حق الحضانة، في انتهاك واضح لقانون “Lex lilla hjärtat” الذي يهدف إلى حماية الأطفال من التحولات المفاجئة في بيئة المعيشة.
ووفقاً لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة السويدية SVT، فإن بلدية سودرهامن لم تبحث في إمكانية نقل الحضانة إلى الأسرة البديلة رغم أن القانون ينص على ضرورة مراجعة وضع الطفل بعد مرور عامين في بيئة مستقرة. ويقول رئيس إحدى الوحدات في البلدية، في تسجيل سري، إن “نقل الحضانة لا يتم إلا في الحالات التي يكون فيها الأهل قد فقدوا صلاحيتهم بالكامل كأوصياء”.
ماضٍ مليء بالعنف والإهمال
الأطفال سبق وأن عانوا من الإهمال والعنف الجسدي والنفسي، بحسب أحكام قضائية وتحقيقات سابقة. وقد وصفت إحدى الهيئات المختصة ظروف معيشتهم السابقة بأنها “أقرب إلى نظام حكم إرهابي”. والدهم أدين سابقًا بجرائم تتعلق بالمخدرات، فيما سحبت والدتهم لاحقًا شهادتها بشأن العنف، مما ساهم في تبرئة الأب في المحكمة الابتدائية.
في تطور مثير للقلق، تشير تسجيلات صوتية حصلت عليها SVT إلى أن أحد الأخصائيين الاجتماعيين أخبر الأطفال بأن “ما يتذكرونه لم يحدث بالفعل”، في محاولة واضحة للتقليل من خطورة التجاوزات السابقة. إلا أن روايات الجيران، والمدرسين، وأفراد الشرطة الذين تمت مقابلتهم تدعم أقوال الأطفال.
تقول المعلمة مالين، التي كانت شاهدة على آثار العنف: “كنت أتمنى لو أنني التقطت صورة للعلامات الحمراء على عنقها”.
أدلة طبية قاطعة
وفي قضية أخرى متصلة، أُثيرت شكوك حول صحة مزاعم الأطفال بشأن مشاكلهم في الأسنان. لكن صورتين أُرسلتا إلى خبيرين في طب أسنان الأطفال أظهرتا وجود تسوس واسع النطاق، ما يؤكد أن الأطفال كانوا يعانون بالفعل.
تعلق البروفسورة غونيلا كلينغبرغ: “الضرر في ضرس بعمر 6 سنوات بهذه الحدة يشير إلى أن الطفل كان يعاني من ألم مستمر”.
محامي الأطفال، ريكارد فيليريوس، أكد أنه “لا يمكن النظر في إعادة الأطفال إلى منزلهم الأصلي قبل التأكد الكامل من زوال جميع أوجه القصور في الرعاية”، خاصة في الحالات التي تتضمن عنفًا موثقًا ضد القاصرين.
رغم ذلك، تدافع بلدية سودرهامن عن خطتها لإعادة الأطفال إلى والديهم، وتصر على أن “الزيارات تسير بشكل جيد”. لكن الطفلة لوفا (11 عامًا) تقول: “لا أستطيع الاحتمال أكثر. لقد أخبرتُ الخدمات الاجتماعية كم تُتعبني هذه الزيارات”.