SWED24: يبدو أن واحدة من أخطر أنواع السرطان في طريقها لتصبح أقل فتكاً، إذ تمنح أبحاث علمية حديثة الأمل لمئات الآلاف من المرضى حول العالم، بفضل التقدم في تقنيات الكشف المبكر والعلاجات المخصصة.
سرطان الرئة، الذي يُعرف بشراسته وصعوبة اكتشافه في مراحله الأولى، ما زال يحصد أرواح عدد كبير من المصابين. إلا أن العلماء يشيرون اليوم إلى تحول في المعادلة.
تقول كاتالين دوبرا، أستاذة علم الأمراض الجزيئية في معهد كارولينسكا الشهير: “يُجرى حالياً بحث مكثف، وأنا أؤمن بأننا على أعتاب سيناريو علاجي أكثر نجاحًا بكثير خلال السنوات القادمة”.
تشخيص مبكر وعلاجات موجهة
تُظهر الأبحاث أن مفتاح التعامل مع المرض يكمن في التشخيص المبكر. ولهذا، يركّز العلماء على تطوير تقنيات للكشف عن الورم في مراحله الأولى من خلال تحليل المؤشرات الحيوية التي تطلقها الخلايا السرطانية في الجسم.
وتضيف دوبرا: “سرطان الرئة عدواني للغاية ومن الصعب اكتشافه. لكن باستخدام تقنيات حديثة ومؤشرات بيولوجية، نأمل في فهم طبيعة الورم بشكل أدق وتخصيص العلاج لكل مريض”.
من بين أولئك الذين تحدّوا المرض وانتصروا عليه، إنغيلا بورسلاند، وهي الآن عضو في مجلس إدارة جمعية سرطان الرئة. عانت إنغيلا من سعال استمر لأشهر قبل أن يكشف الفحص الإشعاعي عن ورم بحجم ثلاثة سنتيمترات في رئتها.
تقول إنغيلا: “أشعر وكأنني نجوت من حادث طائرة، وأنا واحدة من القلائل الذين خرجوا أحياء”.
فبعد رحلة شاقة مع الجراحة والعلاج الكيماوي والإشعاعي، أُعلن رسميًا شفاءها، وهي اليوم تستمتع بالحياة بكل تفاصيلها.
“أحب الحياة. سأبلغ الستين عاماً، وأشعر أنها أجمل سنوات عمري”.
أرقام تتحسن… وحياة تستعاد
على الرغم من أن سرطان الرئة ما يزال من بين أكثر السرطانات فتكًا، إلا أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات ارتفع بشكل ملحوظ، من 7٪ في سبعينيات القرن الماضي إلى نحو 33٪ اليوم.
ويعزو الخبراء هذا التحسّن إلى عوامل متعددة أبرزها التقدم في تقنيات التشخيص، انخفاض معدلات التدخين، وظهور أدوية تستهدف خصائص الورم بدقة.
تُبقي هذه التطورات الباب مفتوحًا أمام أمل حقيقي في المستقبل، بأن يتحول هذا المرض القاتل إلى حالة يمكن إدارتها والشفاء منها.