SWED24: لم يكن توماس دونير يتخيل أن لدغة قراد صغيرة ستغيّر حياته بالكامل. فبعد عشر سنوات من معاناة غامضة مع نوبات تحسس شديدة وصعوبة في التنفس، اكتشف أن جسده لم يعد يحتمل تناول اللحوم على الإطلاق.
توماس، الذي يعيش في جنوب السويد، بدأ يعاني قبل عقد من الزمان من أعراض متكررة طفح جلدي، حكة، وضيق في الصدر دون أن يعرف السبب. يقول في حديثه مع التلفزيون السويدي:”كان الأمر مرعباً، خاصة عندما بدأ يؤثر على التنفس. لم أكن أفهم ما الذي يحدث لي”.
في البداية، ظن أن السبب هو القطط التي تبنتها عائلته مؤخراً. نصحه الطبيب بكتابة “مفكرة حساسية”، لكن رغم ذلك لم يتوصل أحد إلى الجواب. وبعد فترة، امتنع توماس عن تناول اللحوم لأسباب صحية عامة، دون أن يربط الأمر بحالته.
غير أن كل شيء تغيّر في إحدى الأمسيات حين قَبِل دعوة عشاء قُدّم فيها طبق لحوم.
يقول توماس: “لم أرد أن أبدو متطلباً، فأكلت دون تفكير. بعد ساعات بدأت الأعراض تظهر مجدداً، عندها بدأت أبحث بنفسي على الإنترنت”.
حساسية نادرة لكنها تزداد انتشاراً
ما اكتشفه توماس هو أنه مصاب بما يُعرف بـ “ألفا-غال” (Alpha-Gal)، وهي حساسية يسببها بروتين سكّري يوجد في لحوم الثدييات، وينتقل إلى جسم الإنسان عبر لدغة القراد. هذا النوع من الحساسية تم التعرف عليه لأول مرة في الولايات المتحدة، وسُجّلت أولى الحالات في السويد عام 2009.
منذ ذلك الحين، يؤكد الباحثون أن عدد المصابين آخذ في الارتفاع ويربطون ذلك بارتفاع درجات الحرارة واتساع رقعة انتشار القراد بسبب التغيرات المناخية.
هذه الحساسية تجعل المصاب بها غير قادر على تناول أي نوع من اللحوم الحمراء أو منتجاتها، وأحياناً حتى الجيلاتين أو بعض أنواع الحليب.
يقول توماس: “أصعب ما في الأمر أنني يجب أن أكون حذرًا طوال الوقت. الأمر ليس مجرد نظام غذائي، بل مسألة حياة أو موت أحياناً”.
ومع أن العلاج الشافي غير موجود حتى الآن، إلا أن الأطباء يشددون على أهمية الوقاية من لدغات القراد، خصوصًا في المناطق الريفية والغابات، حيث تزداد فرص الإصابة بهذه العدوى الفريدة.

