SWED24: كشفت دراسة حديثة أن مئات الآلاف من الأسعار في المتاجر الإلكترونية السويدية قد رُفعت بالفعل خلال شهر أكتوبر، في خطوة تهدف إلى التحضير لتخفيضات “الجمعة السوداء” بنهاية نوفمبر، ما يثير تساؤلات حول مصداقية الحملات الترويجية.
ووفقاً لموقع Prisjakt المتخصص بمقارنة الأسعار، فقد تم تحليل نحو 3 ملايين سعر، وتبيّن أن 13 بالمئة من المنتجات شهدت زيادة بأكثر من 10 بالمئة خلال أكتوبر وحده.
تقول إيزابيلا أحمدي، الخبيرة في شؤون المستهلك بالموقع: “عندما ترتفع الأسعار بنسبة تتجاوز عشرة في المئة قبل فترة التخفيضات، فذلك مؤشر على وجود ممارسات مشبوهة من بعض المتاجر”.
التحايل على القانون
منذ عام 2022، تُلزم المتاجر الإلكترونية في السويد بالإشارة إلى أدنى سعر سُجل للمنتج خلال آخر 30 يوماً عند الإعلان عن التخفيضات، بموجب تعديل قانون المعلومات السعرية.
إلا أن بعض المتاجر وجدت حيلة قانونية لتجاوز هذا الشرط، حيث تقوم برفع الأسعار في أكتوبر، أي قبل أكثر من 30 يومًا من “الجمعة السوداء”، لتتمكن من عرض تخفيضات تبدو “كبيرة” لاحقًا دون مخالفة صريحة.
توضح أحمدي: “نلاحظ أن رفع الأسعار أصبح يتم في وقت أبكر من المعتاد، ما يعني أن المتاجر تجهّز الأسعار الجديدة لتبدو التخفيضات جذابة، لكنها في الحقيقة ليست حقيقية”.
القانون لا يردع الجميع
بحسب ماريا فيزيل، خبيرة المستهلك في منظمة “المستهلك السويدي” فإن القانون لم ينجح تماماً في ردع الشركات.
تقول فيزيل: “الكثير من المتاجر لا تذكر أصلاً ما كان السعر الأدنى خلال الشهر السابق، رغم أن القانون يفرض ذلك. ما زال المستهلكون يتعرضون للخداع بطريقة ممنهجة”.
المنتجات الأكثر تأثراً
تظهر الدراسة أن الملابس والأحذية وخاصة أحذية الأطفال والسترات والأحذية الجبلية كانت بين الفئات التي شهدت أكبر زيادات في الأسعار. كما لاحظت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفاز والغسالات وغسالات الصحون.
وتنصح أحمدي المستهلكين بمتابعة الأسعار لفترة أطول قبل اتخاذ قرار الشراء: “من الأفضل مقارنة الأسعار على مدى ستة أسابيع على الأقل، ويفضّل مراقبتها لمدة ثلاثة أشهر لمعرفة ما إذا كانت التخفيضات حقيقية أم مجرد خدعة تسويقية”.
بينما تستعد المتاجر لحملة “الجمعة السوداء”، يحذّر خبراء المستهلك من أن كثيراً من “الصفقات” المبهرة ليست سوى أسعار مصطنعة بعد زيادات مسبقة. ويظل الوعي والتحقق المستقل من الأسعار أفضل سلاح للمستهلكين أمام هذه الممارسات التسويقية المضللة.

