SWED24: شهدت أوروبا هذا الربيع مستويات استثنائية من حبوب اللقاح، وفقاً لتقرير حديث صادر عن برنامج مراقبة الغلاف الجوي التابع للاتحاد الأوروبي “CAMS”، ما أدى إلى ظهور أعراض لدى ملايين الأشخاص، بمن فيهم من لا يعانون من أي تاريخ سابق للحساسية.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يُتوقع أن يعاني نحو نصف سكان أوروبا من شكل من أشكال الحساسية المحمولة جواً بحلول عام 2050.
وقال الدكتور إريك ميلين، طبيب أمراض الحساسية وأستاذ في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، إن هذه الظاهرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة الحديث.
وأضاف: “نحن نعيش في بيئة حضرية تفتقر إلى المساحات الخضراء، مما يقلل من تعرّضنا للطبيعة في وقت مبكر من الحياة، وهذا يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة”.
أعراض حتى لدى غير المصابين بالحساسية
تشير البيانات إلى أن حبوب اللقاح التي سُجّلت هذا العام، لا سيما من أنواع الحشائش والزيتون والبتولا، بلغت مستويات غير مسبوقة. وقد أبلغ العديد من الأشخاص، حتى أولئك الذين لم تُشخّص إصابتهم بالحساسية من قبل، عن معاناتهم من أعراض مثل تهيج العينين، والعطاس، وصعوبات التنفس.
وأوضح ميلين أن “التركيزات العالية من حبوب اللقاح يمكن أن تسبب التهابات في المسالك الهوائية حتى لدى الأفراد غير المصابين بالحساسية، بسبب احتوائها على إنزيمات ومواد مهيّجة أخرى.”
تأثير مباشر للتغير المناخي
العلماء يحذرون من أن أزمة المناخ تفاقم الوضع. فارتفاع درجات الحرارة في وقت مبكر من الربيع، وانخفاض عدد أيام الصقيع، يؤديان إلى ازدهار النباتات بشكل مبكر وطويل، مما يطيل من موسم الحساسية.
كما تؤثر ملوثات الهواء على حساسية الناس تجاه المواد المسببة للحساسية، وتساهم في تفاقم الأعراض. من جهته، قال ميلين: “نحن نرى انتشار أنواع جديدة من النباتات المُسببة للحساسية، والتي لم تكن موجودة في مناطق معينة من قبل.”
وفقاً للأرقام المتوفرة، فإن واحداً من كل أربعة بالغين في أوروبا يعاني اليوم من حساسية تنفسية، بينما تصل النسبة بين الأطفال إلى 30-40%. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد تتضاعف هذه النسبة خلال العقود المقبلة، لتشمل نصف سكان القارة.