SWED24: في إنجاز علمي وُصف بـ”الفريد من نوعه”، كشف باحثون من معهد كارولينسكا وجامعة لينشوبينغ السويديين عن اكتشاف جيني جديد يفسّر سبب مقاومة بعض الأشخاص للإصابة بـ فيروس الشتاء المسبب للمعدة المعروفة باسم ”القيء الشتوي” أو Norovirus.
وبحسب الدراسة التي شملت تحليل الحمض النووي لأكثر من 4,300 فرد من العصور القديمة، تبيّن أن هناك جيناً خاصاً يمنح حامليه مناعة طبيعية كاملة ضد العدوى، فيما يرجّح العلماء أن هذا الجين دخل أوروبا قبل نحو 8,000 عام مع المزارعين الأوائل القادمين من منطقة الأناضول (تركيا الحالية).
واحد من كل خمسة سويديين محصن تماماً
الدراسة أوضحت أن نحو 20% من سكان السويد اليوم يمتلكون نسختين من هذا الجين، ما يمنحهم حماية كاملة من الإصابة بالفيروس، حتى في حالات تفشٍّ واسعة للعدوى.
وذكر معهد كارولينسكا في بيان رسمي أن تحليل بيانات 700 ألف شخص معاصر أظهر أن أولئك الذين يحملون الجين نادراً ما يصابون بالتهابات المعدة الموسمية.
الباحثون أوضحوا أن الجين المعروف باسم FUT2 مسؤول عن إنتاج إنزيم يوجد في بطانة الأمعاء، يعمل على تثبيت جزيئات سكر على سطح الخلايا، وهي البوابة التي يستخدمها الفيروس لاختراق الجسم.
لكن في النسخة “المعيوبة” من الجين، يفشل الإنزيم في أداء وظيفته، مما يجعل الخلايا “مغلقة” أمام الفيروس وغير قابلة للإصابة.
وقال الدكتور يوهان نوردغرين، المشرف على الدراسة: “من خلال تتبّع هذه الطفرات وفهم كيفية تطورها، يمكننا فهم أعمق لكيفية تأثيرها على صحة الإنسان الحديثة، وربما فتح الباب أمام تطوير لقاحات أو علاجات وقائية في المستقبل”.
تأكيد المختبرات السويدية
وللتأكد من النتائج، أجرى الفريق العلمي تجارب مخبرية على ما يُعرف بـ “الأمعاء المصغّرة” المزروعة من خلايا بشرية، وتبيّن أن الخلايا التي تحمل نسختين من الجين كانت محمية تماماً من العدوى.
ويأمل الباحثون أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من فيروسات المعدة، التي تصيب ملايين الأشخاص سنوياً وتسبب عبئاً كبيراً على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم.

