SWED24: سجّلت تكاليف الدولة السويدية لخصم الفوائد على القروض العقارية والمصرفية مستويات قياسية، حيث بلغت 61 مليار كرونة للعام الضريبي 2023، أي أكثر من ضعف التكلفة مقارنة بعام 2020. وتكشف البيانات أن المستفيد الأكبر من هذا الدعم هم الرجال من أصحاب الدخول المرتفعة، لا سيما القاطنين في مناطق سكنية فاخرة مثل دانديريد وليدينغو.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير نتيجة زيادة أسعار الفائدة خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف القروض وبالتالي زيادة الخصومات المقدمة من الدولة، والتي تصل إلى 30% من إجمالي الفوائد المدفوعة.
عدم المساواة في توزيع الدعم
بحسب التحليل الذي أجرته هيئة الإحصاء المركزية (SCB) بتكليف من SVT Nyheter، حصل الربع الأعلى دخلاً في البلاد، ممن تزيد رواتبهم الشهرية عن 52 ألف كرونة على 43% من إجمالي الخصومات.
كما تُظهر البيانات أن المناطق التي استفادت بشكل غير متناسب من هذه الخصومات هي تلك التي تضم أغلى العقارات، وعلى رأسها بلديات دانديريد، ليدينغو ونكا الواقعة في محيط ستوكهولم.
وبحسب التقرير: “الذين لديهم قروض كبيرة وفوائد مرتفعة هم الذين يحصلون على أكبر عوائد من النظام، وهو ما يجعل الدعم غير عادل بين سكان المدن الكبرى ومناطق الداخل الريفي”.
فوارق بين الجنسين والفئات العمرية
إلى جانب التفاوت الجغرافي، يكشف التقرير أيضًا عن فجوات واضحة بين الرجال والنساء، وكذلك بين الفئات العمرية المختلفة:
- الرجال في منتصف العمر من الفائزين الكبار: على سبيل المثال، حصل الرجال ذوو الدخل المرتفع في دانديريد على متوسط 40,736 كرونة كخصم سنوي من الدولة.
- بالمقابل، تلقت النساء فوق 65 عاماً في بلديات مثل دوروتيا في شمال السويد خصماً سنوياً لا يتجاوز 1,018 كرونة.
كلفة هائلة ومقارنة بميزانية الدفاع
يشير روينه فيستمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستوكهولم، إلى أن إجمالي ما تدفعه الدولة في خصومات الفائدة يعادل تقريباً نصف ميزانية الدفاع السويدي، وهو مبلغ كان يمكن توجيهه إلى قطاعات أخرى كالتعليم أو الرعاية الصحية.
وقال فيستمان: “إنها تكلفة ضخمة بالفعل، ومن الضروري إعادة النظر في مدى عدالة وفعالية هذا النظام”.
ويبرز التقرير مثالاً ملموساً على هذا التفاوت في منطقتي سولهيم وتينستا شمال ستوكهولم، حيث يفصل بينهما شارع واحد فقط، ومع ذلك فإن الدعم الممنوح لسكان الجانبين يختلف جذريًا بسبب فروقات أسعار العقارات ومستويات الدخل.