SWED24: حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقرير جديد من الارتفاع الحاد في استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين حول العالم، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 15 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً أصبحوا من مستخدمي هذه الأجهزة.
وبحسب التقرير، يستخدم أكثر من 100 مليون شخص حول العالم السجائر الإلكترونية، وهو ما اعتبرته المنظمة “تطورًا مقلقًا” قد يشكل خطراً صحياً واسع المدى في السنوات المقبلة.
وأوضحت المنظمة أن الأطفال أكثر عرضة بتسع مرات لاستخدام السجائر الإلكترونية مقارنة بالبالغين، في ظل تزايد شعبية هذه المنتجات وسهولة الحصول عليها في الأسواق.
“اتجاه مقلق يظهر بوضوح في السويد أيضاً”
يقول الطبيب ماغنوس لوندباك، اختصاصي أمراض القلب في مستشفى دانديريد وأستاذ مشارك في معهد كارولينسكا في ستوكهولم: “هذه زيادة مقلقة نراها عالمياً، ونفس الاتجاه موجود في السويد أيضاً، حيث تتزايد شعبية التدخين الإلكتروني بشكل واضح، ويزداد معه استهلاك النيكوتين بين الشباب.”.
في المقابل، أشار التقرير إلى أن استخدام التبغ التقليدي انخفض من 1.38 مليار شخص عام 2000 إلى نحو 1.2 مليار عام 2024، إلا أن واحداً من كل خمسة بالغين في العالم ما زال يستخدم منتجات التبغ.
خطر خاص على أدمغة المراهقين
ويرى الدكتور لوندباك أن السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمنًا، محذرًا من أن تأثيراتها على الجسم ما زالت غير معروفة بالكامل.
وقال: “لقد استغرق الأمر عقوداً لربط التدخين التقليدي بالأمراض التي نعرفها اليوم، لذا يجب أن نكون أكثر حذراً. فالجسم والعقل في مرحلة المراهقة ما زالا في طور النمو، وهناك مؤشرات على أن النيكوتين قد يسبب تلفًا في تطور الدماغ ويزيد خطر أمراض القلب والرئة والجلطات الدموية”.
وأشار إلى أن الأبحاث الحديثة تُظهر أن الأوعية الدموية تصبح أكثر تصلباً بعد دقائق من التدخين الإلكتروني، وأن الشعب الهوائية تضيق ويزداد خطر تجلط الدم بشكل فوري تقريباً.
“التسويق العدواني يستهدف الأطفال”
ووفقاً لدراسة سويدية العام الماضي، فإن واحدة من كل أربع فتيات في المدارس الثانوية تستخدم السجائر الإلكترونية، وهو رقم يثير قلق المختصين.
ويقول لوندباك: “مع حملات التسويق العدوانية التي تستهدف الأطفال والمراهقين تحديدًا، فإن هذا التطور ليس مفاجئًا، لكنه بالتأكيد مثير للقلق”.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين كما تروّج بعض الشركات، بل تُعد باباً جديداً للإدمان على النيكوتين بين الأجيال الشابة، داعية الحكومات إلى تشديد الرقابة ومنع التسويق الموجه للقُصَّر.

