SWED24: رغم أنه أغنى رجل في ألمانيا وأحد أثرى رجال العالم، يعيش ديتر شفارتس، مؤسس سلسلة متاجر ليدل (Lidl)، حياة بعيدة تماماً عن الأضواء. الرجل الذي يُلقَّب في ألمانيا بـ”العرّاب السري”، يفضل العيش بهدوء في مدينته الصغيرة هايلبرون، بعيداً عن عالم الرفاهية والتباهي.
بدأت قصة شفارتس عام 1973، حين افتتح أول متجر “ليدل” في ألمانيا. بعد أكثر من نصف قرن، أصبحت السلسلة إحدى أكبر شبكات البيع بالتجزئة في العالم، حيث تمتلك متاجر في 32 دولة وتجاوزت مبيعاتها عام 2024 نحو 132 مليار يورو.
وبحسب مجلة Forbes، تُقدر ثروة شفارتس بـ 42.8 مليار يورو، ما يجعله في المرتبة السابعة والثلاثين عالمياً ضمن قائمة أغنى رجال العالم.
حياة بسيطة وثروة تصنع التغيير
على الرغم من هذه الثروة الهائلة، لا يعيش شفارتس حياة البذخ التي قد يتوقعها كثيرون. فهو يقيم مع زوجته فرانزيسكا في منزل متواضع في مسقط رأسه هايلبرون، المدينة التي لم يغادرها قط.
ورغم انسحابه الرسمي من إدارة شركاته منذ عام 1999، تشير تقارير إلى أنه لا يزال يشرف على قرارات المجموعة من وراء الكواليس.
اختار الملياردير الألماني أن يوجّه أمواله نحو تنمية مدينته بدلاً من القصور واليخوت. فقد أنشأ عبر “مؤسسة ديتر شفارتس” حرماً جامعياً حديثاً يضم نحو 8 آلاف طالب في تخصصات مثل التقنية والسياحة والعمل الاجتماعي، بتكلفة تجاوزت 100 مليون يورو. كما يموّل حاليًا أكبر مركز أبحاث للذكاء الاصطناعي في أوروبا.
يتسوّق كأي مواطن عادي
يصفه سكان المدينة بأنه رجل متواضع، يزور أحياناً متجر “ليدل” المحلي لشراء احتياجاته اليومية.
تقول موظفة في المتجر لصحيفة “داغنز نيهيتر” السويدية: “عندما يأتي للتسوّق نفتح صناديق دفع إضافية كي لا ينتظر طويلًا. يتصرف ببساطة تامة، يقول “شكراً” و”إلى اللقاء” مثل أي زبون آخر”.
بينما يُفضل شفارتس الصمت والعزلة، تتحدث إنجازاته بصوت عالٍ. لقد حوّل مدينته من منطقة منسية إلى مركز للعلم والتطوير، مثبتاً أن الثروة الحقيقية ليست فقط في الأرقام، بل في الأثر الذي تتركه للأجيال القادمة.

