SWED24: يشهد الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السويد انقساماً داخلياً متزايداً في ملف الهجرة، إذ تعارض قيادات بارزة داخل الحزب التوجه الرسمي المتشدد نحو سياسة هجرة أكثر صرامة، داعيةً بدلاً من ذلك إلى استقبال عدد أكبر من اللاجئين وتعزيز سياسات الدمج.
في تصريحات لصحيفة Svenska Dagbladet، انتقدت سارا كوكا سلام، رئيسة مجلس بلدية سولنا وواحدة من أبرز وجوه الحزب، الخط السياسي الراهن، مشيرة إلى أن “غياب سياسة فعالة للاندماج وحجم المهاجرين هو لب المشكلة”.
وأضافت كوكا-سلام: “إذا كان واحد فقط من بين كل خمسة أصدقاء لديك من خلفية أجنبية، فأنت لا تساهم في بناء سويد متكاملة”، مؤكدة على أهمية أن يتحمل الأفراد مسؤولية شخصية لكسر حواجز العزلة الاجتماعية.
“مشكلة اندماج… لا عدد القادمين”
تأتي هذه التصريحات في وقت اقترحت فيه قيادة الحزب حزمة تدابير تهدف إلى الحد من التفرقة السكنية، وإلغاء تصنيف 59 منطقة كـ”مناطق مهمّشة”، من خلال إدخال إصلاحات على سياسة الإسكان لدمج السكان من خلفيات متنوعة.
لكن الجناح اليميني في السياسة السويدية وصف تلك الإجراءات بـ”الهندسة الاجتماعية القسرية”، واعتبرها “اعتداءً على حرية الفرد في اختيار بيئته الاجتماعية”.
ورغم التوجه الرسمي المتشدد للحزب، تؤمن كوكا-سلام بضرورة استقبال المزيد من اللاجئين، في ظل التحديات العالمية المتزايدة، قائلة: “نحن في مستويات استقبال تاريخية منخفضة، ولكن لا يمكن الحديث عن سياسة هجرة عادلة دون مشاركة جميع البلديات في المسؤولية”.
ورداً على سؤال بشأن أولئك الذين لا يرغبون في العيش في بيئات متعددة الثقافات، أجابت كوكا-سلام بحزم: “لدينا سوق سكن مفتوح، والناس أحرار في اختيار أماكن سكنهم. لكن اختيار الجيران بناءً على أسمائهم، هذا هو العنصرية بعينها”.
كما شددت على أن السياسات ليست كافية وحدها، مشيرة إلى أن الدمج يتطلب أيضاً تغيّراً في العقلية الاجتماعية، وتفاعلاً يومياً بين مختلف الخلفيات والثقافات.