SWED24: انطلقت اليوم الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية محادثات السلام بشأن الوضع في قطاع غزة، وسط أجواء من التفاؤل الحذر، بعد أن أبدت شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي المتطرف استعداداً مؤقتاً لمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حرية أكبر في إدارة المفاوضات.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يشارك في المحادثات وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، الذي نجا مؤخراً من محاولة اغتيال إسرائيلية في قطر، حيث وصل الوفد إلى شرم الشيخ يوم الأحد. أما الوفد الإسرائيلي، فيقوده رون ديرمر، الوزير في حكومة نتنياهو وعضو حزب “الليكود”، ومن المنتظر أن يصل إلى مصر في وقت لاحق اليوم، وسط تضارب الأنباء حول ما إذا كان ديرمر قد انضم فعليًا إلى الجلسات الأولى.
تفاؤل مشوب بالحذر
وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن “تفاؤل حذر”، حيث أشارت قناة “كيشت 12” إلى أن الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أبلغا نتنياهو خلال اجتماع أخير بأنهما سيمنحان المحادثات “فرصة حقيقية”، بعد أن هددا سابقاً بإسقاط الحكومة في حال تقديم أي تنازلات.
وبحسب التقارير، فإن الوزيرين سمحا لنتنياهو بالمضي في المرحلة الأولى من العملية السياسية، التي تتضمن إفراج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق إسرائيل عددًا كبيرًا من الأسرى الفلسطينيين وانسحاب القوات الإسرائيلية من داخل قطاع غزة.
خلافات مؤجلة وموقف أمريكي مؤثر
لكن الخلافات لا تزال قائمة حول المرحلة الثانية، التي تتضمن نزع سلاح حماس بالكامل، وهي النقطة التي تصر أوساط اليمين الإسرائيلي على أن تبقى مفتوحة، بحيث يحتفظ نتنياهو بإمكانية استئناف العمليات العسكرية إذا لم تتحقق الشروط.
في المقابل، تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في هذه المفاوضات، إذ يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهندس خطة السلام المكونة من 20 بنداً في موقع المؤثر الرئيسي على قرارات نتنياهو.
وذكرت منصة Axios الإخبارية أن أجواء توتر سادت بين الزعيمين خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعدما أبدى ترامب ترحيباً حاراً برد حركة حماس الإيجابي على مقترح السلام، وهو ما أثار امتعاض نتنياهو. وبحسب Axios، رد ترامب على اعتراض نتنياهو بالقول: “لا أفهم لماذا أنت دائمًا سلبي بهذا الشكل. هذه خطوة إيجابية – عليك أن تتقبلها”.
وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن هذه الجولة من المحادثات قد تحدد مستقبل العملية السياسية بين الجانبين، وسط تباين كبير في الرؤى حول كيفية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وضمان الأمن في غزة وإسرائيل على حد سواء.

