SWED24: تعيش بريطانيا على وقع تصاعد غير مسبوق في الجدل حول الهجرة، في وقت أصبحت فيه القضية الأكثر أهمية بالنسبة للبريطانيين منذ استفتاء خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست). وتشهد البلاد احتجاجات واسعة، فيما يتعرض رئيس الوزراء كيير ستارمر لضغوط سياسية وشعبية متنامية.
بحسب استطلاع حديث أجرته مؤسسة YouGov، يرى نحو 70 في المئة من البريطانيين أن مستويات الهجرة الحالية مرتفعة للغاية. كما صعدت قضية الهجرة إلى صدارة أولويات الناخبين، متقدمة على الاقتصاد والرعاية الصحية.
أرقام قياسية في عبور القنال
تزامن هذا التحول في الرأي العام مع تزايد غير مسبوق في عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون القنال الإنكليزي في قوارب صغيرة.
فمنذ بداية العام وحتى مطلع أكتوبر، تجاوز عددهم 32 ألف شخص، وهو أعلى رقم تسجله البلاد خلال نفس الفترة على الإطلاق. كما سجلت بريطانيا أكثر من 111 ألف طلب لجوء حتى نهاية يونيو، بزيادة قدرها 14 في المئة مقارنة بعام 2024.
اتفاق مثير للجدل مع فرنسا
في محاولة للحد من تدفق المهاجرين، وقّعت حكومة ستارمر اتفاقاً مع فرنسا يقوم على مبدأ “واحد مقابل واحد” أي إعادة مهاجر غير نظامي إلى فرنسا مقابل استقبال مهاجر آخر بطرق قانونية.
لكن الاتفاق لم يسفر بعد عن نتائج ملموسة، إذ لم تُنفذ سوى ثلاث حالات ترحيل فقط، رغم أن الخطة تنص على ترحيل خمسين شخصاً أسبوعياً.
احتجاجات وتحركات يمينية
هذا التباطؤ في التنفيذ أجج الغضب الشعبي في عدة مناطق، حيث اندلعت احتجاجات متكررة أمام الفنادق التي تُستخدم كمراكز لإيواء طالبي اللجوء. وفي بعض الحالات، تحولت تلك التظاهرات إلى أعمال عنف، وسط تحذيرات من أن جماعات اليمين المتطرف تستغل الموقف لتأجيج الكراهية.
وشهدت العاصمة لندن مؤخراً واحدة من أكبر التظاهرات اليمينية في تاريخ البلاد، شارك فيها ما يُقدر بنحو 150 ألف شخص بدعوة من الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون.
ضغط سياسي متصاعد
على الصعيد السياسي، يتصدر حزب الإصلاح البريطاني (Reform UK)، الذي يقوده زعيم البريكست نايجل فاراج، استطلاعات الرأي مستفيدًا من السخط العام. الحزب تعهد في برنامجه الانتخابي بـ”عمليات ترحيل جماعية” لطالبي اللجوء في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.
أما حكومة ستارمر فتبدو في موقف صعب بين المطالب المتزايدة بضبط الحدود، وانتقادات المنظمات الحقوقية التي تحذر من أن السياسات المتشددة قد تهدد سمعة بريطانيا كبلد يحترم حقوق الإنسان.

