SWED24: تشهد المطارات السويدية أزمة متصاعدة بعد تعطل أحد أهم أنظمة الملاحة الاحتياطية التي يعتمد عليها الطيران عند تعرّض إشارات الأقمار الصناعية للتشويش.
يأتي هذا في وقت ازدادت فيه الهجمات الإلكترونية والتشويش على نظام GPS، المنسوبة إلى روسيا، ما أثّر على أكثر من 100 ألف رحلة جوية في أوروبا منذ بداية عام 2025.
عطل متزايد ونقص حاد في قطع الغيار
السلطات السويدية تؤكد أن نظام VOR، وهو شبكة من محطات الراديو الأرضية التي تُستخدم كبديل عن الأقمار الصناعية، يواجه خطر الانهيار بسبب نقص التمويل وندرة قطع الغيار.
وقال توبياس يانسون، رئيس وحدة في هيئة الطيران المدني (Luftfartsverket):”النظام يتعطل، ولدينا بالفعل محطتان من أصل 22 خارج الخدمة نهائيًا، وأخريان متوقفتان مؤقتًا بسبب الصيانة.”
وأضاف أن الهيئة حذّرت منذ عام 2020 من احتمال انهيار النظام بالكامل في حال عدم توفير تمويل عاجل، مشيرًا إلى أن الهيئة نفسها لا تعتمد عليه مباشرة لكنها تدرك أهميته للأمان الجوي الوطني.
تحذيرات من الجيش والشرطة
عندما اقترحت هيئة الطيران المدني قبل عامين إيقاف النظام بسبب غياب التمويل، قوبل القرار بانتقادات واسعة من القوات المسلحة السويدية والشرطة وهيئة النقل.
ووصفت وزارة الدفاع الخطوة بأنها “قرار فريد وخطر في العالم”، فيما أكدت الشرطة أن التخلي عن النظام “خيار خاطئ تمامًا في ظل الوضع الأمني الحالي”.
وقال توماس غوستافسون، رئيس لجنة سلامة الطيران في نقابة الطيارين السويدية: “الطيران يتطلب وجود أنظمة احتياطية في جميع المراحل. من الخطير أن يتم إيقافها بينما لا تزال التهديدات موجودة.”
تمويل جديد… لكن الحل بعيد
الحكومة السويدية أقرت في ميزانيتها لعام 2025 تمويلاً مبدئيًا لتطوير نظام بديل يقوم بالمهام نفسها، غير أن موعد إطلاقه لم يُحدد بعد.
وأكدت وزارة البنية التحتية أن الأموال ستُستخدم “لتغطية الاحتياجات من خلال شراء وإدارة نظام وطني جديد بنفس الكفاءة”، لكنها لم تذكر جدولًا زمنيًا لتنفيذه.
وبينما يستمر التشويش الروسي في استهداف الملاحة الجوية شمال أوروبا، يرى خبراء أن ترك النظام الحالي ينهار دون بديل فوري “سيجعل المجال الجوي السويدي أكثر هشاشة من أي وقت مضى”.

