SWED24: أُجبر مستشفى أكاديميسكا في مدينة أوبسالا السويدية على دفع غرامة مالية قدرها 40 ألف كرونة سويدية، بعد أن حُرمت مريضة صمّاء من حقها في الحصول على مترجم بلغة الإشارة أثناء علاجها من عدوى بكتيرية خطيرة في القلب، وفق ما كشفه تقرير لقناة SVT Nyhetstecken.
“كنت أسأل… ولم يجبني أحد”
القضية تتعلق بالمواطنة جيسيكا آليندر، التي أُدخلت المستشفى بشكل طارئ بعد اكتشاف إصابتها بعدوى تهدد حياتها.
وعلى الرغم من أن القانون السويدي يُلزم مقدمي الرعاية الصحية بتوفير مترجمين للمرضى الصم، فإن جيسيكا لم تحصل على مترجم خلال الأيام الأولى من إقامتها في المستشفى، رغم مطالبتها المتكررة بذلك.
تقول جيسيكا في حديثها إلى القناة: “كان لدي الكثير من الأسئلة، لكن لم يجبني أحد. قالوا لي: ’أنت تكتبين جيداً، لا داعي لمترجم‘، وكأن الأمر ترفٌ لا ضرورة له”.
تلقت أدوية قوية دون تفسير
خلال فترة علاجها، وُضعت جيسيكا على عدد من الأدوية والأنابيب الطبية دون أن تُفهم الغرض منها.
وتبيّن لاحقاً أن إحدى تلك الأدوية كانت تعادل العلاج الكيميائي في قوتها وتأثيرها الجانبي.
تقول جيسيكا: “تعرضت لكل الأعراض الجانبية دون أن أعرف السبب، ولم يخبرني أحد بما يجري”، تقول جيسيكا بأسى.
اعتراف بالخطأ وتبرير بـ”سوء التنسيق”
وأقرّ مستشفى أكاديميسكا بالخطأ بعد تحقيق داخلي، موضحاً أن غياب المترجمين في الأيام الأولى من دخول جيسيكا نتج عن عدم معرفة الطاقم المناوب بكيفية حجز مترجم في عطلة نهاية الأسبوع.
وقال يوهان لوغنيغورد، كبير الأطباء في المستشفى: “لقد خالفنا إجراءاتنا الداخلية بوضوح، حيث تنص على أن إمكانية طلب مترجم متاحة في جميع الأوقات. لقد تعلمنا من هذا الخطأ وأعدنا تذكير جميع الأقسام بتلك الإجراءات”.
تقرير SVT أشار أيضاً إلى أن المشكلة ليست معزولة. فحسب مراجعة أجرتها القناة لملفات لجنة شكاوى المرضى في أوبسالا، وردت عدة بلاغات مشابهة من مرضى صمّ واجهوا مواقف مماثلة.
في إحدى الحالات، استيقظ مريض أصمّ ليجد متدربًا يحاول تركيب قسطرة بولية له دون أي تواصل أو تفسير. وعندما صرخ من الألم، أُبلغ لاحقًا أن مسألة توفير مترجم كانت “قضية موارد”.
لكن الطبيب لوغنيغورد نفى هذا التبرير قائلاً: “ليس لدينا أي سياسة تقضي بتقليص استخدام المترجمين. الترجمة حقّ، وليست رفاهية”.
بحسب مكتب أمين المظالم ضد التمييز (DO)، فقد تلقّى هذا العام 18 بلاغاً على الأقل تتعلق بعدم توفير مترجمين بلغة الإشارة داخل النظام الصحي السويدي، في انتهاك واضح لحق المرضى الصم في التواصل والفهم الكامل لإجراءات علاجهم.

