SWED24: أكد تقرير بحثي دولي صدر، اليوم الجمعة أن إنتاج الغذاء عالمياً يمثل ما يقرب من ثلث الأثر المناخي الذي تسببه الأنشطة البشرية، داعياً إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء بشكل جذري لصالح بدائل صحية وصديقة للبيئة.
وبحسب التقرير، الذي أعدّه باحثون ضمن مشروع EAT-Lancet، يُوصى بألا يتجاوز استهلاك الفرد من اللحوم الحمراء 15 غرامًا يوميًا، مقابل زيادة تناول الخضروات والفواكه إلى نحو 500 غرام يوميًا، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل أكبر على البقوليات والمكسرات.
وقال البروفيسور يوهان روكستروم، أستاذ علوم البيئة وأحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير:”آمل أن تتبنى السلطات الصحية، مثل هيئة الغذاء السويدية، هذه النتائج الجديدة وتُحدّث الإرشادات الغذائية بما يتماشى مع أحدث ما توصلت إليه الأبحاث”.
ويشير التقرير إلى أن اتباع هذه التوصيات يمكن أن ينقذ نحو 15 مليون إنسان سنويًا حول العالم، إلى جانب حماية النظام البيئي الذي يواجه ضغوطًا هائلة بسبب طرق الإنتاج الحالية.
من جهتها، أوضحت لاين جوردون، مديرة مركز “ستوكهولم ريزيلينس” بجامعة ستوكهولم وأحد المشاركين في إعداد التقرير، أن الزراعة العالمية تُدار اليوم بطريقة “تفوق قدرة الكوكب على التحمل”. وأضافت أن النقاشات في السويد حول تقليص استهلاك اللحوم انحرفت عن مسارها، رغم أن جزءًا كبيرًا من المحاصيل الزراعية محليًا يُستخدم كأعلاف للماشية بدلًا من استهلاكها بشريًا.
كما حذّر التقرير من أن غياب القيادة السياسية الفاعلة يُعدّ العائق الأكبر أمام التحول نحو أنماط غذائية مستدامة، داعيًا الحكومات إلى تبني سياسات أكثر صرامة، مثل فرض الضرائب وتقديم الدعم الموجه للزراعة المستدامة.
وبينما قد تُكلف عملية التحول نحو أنظمة غذائية صحية ومستدامة نحو 500 مليار دولار سنوياً، فإن الباحثين يؤكدون أن العوائد الاقتصادية والصحية قد تكون أضعاف هذا المبلغ على المدى الطويل.

