SWED24: يشعر الكثيرون بالقلق عندما تبدأ ذاكرتهم بالتراجع أو ينسون أسماءً ومواعيد أو كلمات معتادة، لكن الخبراء يؤكدون أن ضعف الذاكرة لا يعني بالضرورة الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر.
وقال يوران هاغمان، أخصائي علم النفس العصبي في مستشفى كارولينسكا الجامعي، في لقاء مع Nyhetsmorgon: “نحو 50 بالمئة ممن يخضعون للفحص الطبي بسبب مشكلات في الذاكرة يحصلون على تشخيص، في حين أن النصف الآخر لا تظهر لديهم أي مؤشرات على مرض محدد”.
800 حالة سنوياً في ستوكهولم
وأوضح هاغمان أن نحو 800 شخص تحت سن الخامسة والستين يخضعون سنوياً للفحوص في عيادات الذاكرة في سولنا وهودينغه بسبب شكوك تتعلق بالذاكرة أو التركيز، مشيراً إلى أن غالبية الحالات تصف مشكلات بسيطة مثل نسيان الأسماء أو المواعيد أو الكلمات.
وأضاف: “من الطبيعي أن ننسى بعض الأمور في الحياة اليومية. هذا لا يعني وجود مرض خطير، بل قد يكون أمراً طبيعياً ناتجاً عن نمط الحياة أو الإرهاق الذهني”.
نوعان من اضطرابات الذاكرة الشائعة
يُشخَّص العديد من المرضى بإحدى حالتين شائعتين:
- SCD (الاضطراب المعرفي الذاتي الطفيف): حيث يشعر الشخص بتراجع في ذاكرته دون أن تكشف الفحوص عن سبب طبي خطير.
- MCI (القصور المعرفي البسيط): حيث تظهر اختبارات الذاكرة علامات موضوعية على ضعف طفيف في الوظائف العقلية، وأحيانًا مؤشرات في الدماغ أو السائل النخاعي.
وأوضح هوغمان، قائلاً: “من بين من يتم تشخيصهم بـ MCI، فقط نحو 10 إلى 15 في المئة قد يطورون لاحقًا أحد أمراض الخرف مثل الزهايمر”.
أسباب نفسية وحياتية وراء ضعف الذاكرة
يُرجّح الخبراء أن الضغط النفسي، قلة النوم، والإفراط في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الرقمية هي من أبرز الأسباب وراء ضعف التركيز والذاكرة لدى البالغين.
يقول هاغمان: “نعيش اليوم في عالم مليء بالمعلومات المشتتة. معظم الناس يقضون ساعات أمام شاشاتهم، وهذا يُرهق الدماغ ويؤثر على الذاكرة قصيرة المدى”.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
بحسب هاغمان، لا داعي للقلق المفرط من النسيان العابر، لكن يُنصح بمراجعة الطبيب عندما يلاحظ المحيطون بالشخص أنه يكرر الكلام أو ينسى المواعيد بشكل متكرر.
ويوضح، قائلاً: “غالباً ما يشعر المرضى بالارتياح بعد الفحص، سواء كانت النتائج سلبية أو إيجابية، لأنهم يعرفون عندها ما إذا كانت المشكلة خطيرة أم لا”.
وأضاف أن اختبارات دم وأدوية جديدة قيد التطوير للكشف المبكر عن أمراض الذاكرة، لكنه شدد على أن “الرسالة الأهم هي ألا يقلق الناس دون سبب وجيه”.

