SWED24: مع حلول فصل الخريف وبدء موسم جمع الفطر في الغابات السويدية، يحذّر الخبراء من الاعتماد الكامل على تطبيقات الهواتف الذكية التي تُستخدم لتحديد أنواع الفطر الصالح للأكل، مؤكدين أن الخطأ في التعرّف على بعض الأنواع قد يكون قاتلاً.
وقال الخبير في علم الفطريات مايكل كريكوريف في حديثه لبرنامج Nyhetsdagen:”لا يمكن الوثوق بهذه التطبيقات بنسبة مئة في المئة، حتى وإن كانت متطورة. بعض الأنواع السامة يمكن أن تخدعها بسهولة”.
نتائج مقلقة لاختبار ميداني
وفي تجربة أجرتها صحيفة RTL الألمانية بالتعاون مع أحد مؤثري الفطر على مواقع التواصل، تم اختبار ثلاثة تطبيقات تُستخدم لتحديد أنواع الفطر، اثنان منها متاحان في السوق السويدية.
وأظهرت النتائج أن التطبيقات أخفقت في اكتشاف نوعين من الفطر السام من عائلة “الذبابية” (flugsvamp)، وهي من الأنواع التي يمكن أن تؤدي إلى تسمم قاتل حتى بكميات صغيرة.
وأضاف كريكوريف أن التطبيقات قد تكون مفيدة لأغراض التعليم والتثقيف، لكنها ليست وسيلة آمنة لتحديد ما إذا كان الفطر صالحاً للأكل، قائلاً: “يمكن لهذه التطبيقات أن تنقذ الأرواح إذا استُخدمت بحذر، لكنها قد تقتل إذا تم الاعتماد عليها بشكل أعمى”.
نسبة نجاح محدودة
وبحسب كريكوريف، فإن أفضل التطبيقات المتوفرة حالياً لا تتجاوز دقتها 85 إلى 86 في المئة في تحديد الأنواع، وهو معدل لا يكفي لتجنب الأخطاء القاتلة.
ولهذا، يوصي الخبير باستخدام عدة تطبيقات معاً إلى جانب الكتب المتخصصة في الفطر، للتأكد من الهوية الحقيقية لكل نوع قبل تناوله.
وقال: “حتى الجار الذي يعتقد أنه خبير في الفطر يمكن أن يخطئ. لذلك، لا تتناول أبداً فطراً لم تكن واثقاً تماماً من صلاحيته”.
موسم واعد للفطر في السويد
ويتزامن هذا التحذير مع انطلاق موسم الفطر في جزيرة غوتلاند، حيث يتوقع الخبراء أن يكون الموسم غنياً هذا العام إذا استمر الطقس معتدلًا.
وقال كريكوريف: “إذا كانت درجات الحرارة دافئة بما يكفي، فسنشهد وفرة كبيرة من الفطر طوال أكتوبر، وربما حتى نوفمبر”.
خلفية
يُذكر أن السويد تضم نحو 10 آلاف نوع معروف من الفطريات، منها 100 نوع فقط تُعد صالحة للأكل، في حين أن العديد من الأنواع الأخرى تحتوي على سموم قاتلة لا يمكن تمييزها بالعين المجردة.
ومع تزايد الإقبال على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع النباتية، يؤكد الخبراء أن التكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل الخبرة البشرية والمعرفة العلمية الدقيقة في مجال قد يكون الفارق فيه بين الحياة والموت مجرد خطأ في نقرة واحدة.

