SWED24: تشهد سوريا اليوم أول انتخابات برلمانية منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وسط حالة من الترقب والجدل حول مدى نزاهة العملية السياسية وقدرتها على تمثيل الإرادة الشعبية في بلد أنهكته الحرب والانقسام.
الانتخابات، التي تأتي بعد استلام أحمد الشَرّع، الزعيم الإسلامي السابق، منصب الرئيس الانتقالي، تُعد أول استحقاق سياسي “شبه حر” تشهده البلاد منذ عقود. ومع ذلك، يؤكد مراقبون أن الطريق نحو الديمقراطية في سوريا لا يزال طويلًا ومعقداً.
غياب المشاركة الشعبية
على الرغم من الطابع الرمزي لهذه الانتخابات، فإنها لا تُجرى عبر اقتراع شعبي مباشر. فبحسب ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس”، يتم اختيار أعضاء البرلمان الجديد من قبل لجان محلية في مختلف المناطق، حيث ستُعيَّن 140 مقعدًا بهذه الطريقة، فيما يقوم الرئيس الشَرّاع بتسمية 70 عضواً إضافياً بنفسه.
يقول إلياس القدسي، وهو صاحب متجر في دمشق: “لم أكن أعلم أصلًا أن هناك انتخابات. سمعت عنها بالصدفة. لا أعرف حتى إن كان يُفترض بنا أن نصوّت”.
مقاعد شاغرة واضطرابات أمنية
الواقع الأمني الهش لا يزال يفرض ظلاله على العملية السياسية، إذ لن يتم شغل 20 مقعدًا بسبب الاشتباكات في الشمال بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية، بحسب ما أكد نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات.
وقال نجمة: “إجراء انتخابات عامة بالتصويت المباشر أمر شبه مستحيل في الظروف الحالية”.
وتُعد أزمة اللاجئين أحد أكبر التحديات التي تواجه العملية الانتخابية، إذ يعيش ملايين السوريين خارج البلاد، بينما عاد نحو مليون لاجئ فقط منذ سقوط النظام السابق، وفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR).
انتقادات للنظام الجديد
الانتخابات تواجه أيضاً انتقادات متزايدة من ناشطين ومنظمات مدنية بسبب ما يصفونه بـ”التركيز المفرط للسلطة في يد الرئيس”، إضافة إلى ضعف تمثيل الأقليات الدينية والعرقية في البرلمان الجديد.
من جانبه، قال معتصم سيوفي، مدير منظمة تُعنى بالديمقراطية في سوريا، لوكالة “أسوشييتد برس”: “لسنا بعد في مرحلة يمكن أن نسميها تحولًا ديمقراطيًا. نحتاج إلى إجراءات جادة وشجاعة لتصحيح أخطاء الأشهر التسعة الماضية”.
برلمان مؤقت إلى حين الدستور الجديد
من المتوقع أن يستمر عمل البرلمان الجديد مؤقتًا إلى حين إقرار دستور دائم وإجراء انتخابات عامة جديدة، وفق ما أعلنت السلطات السورية.
ورغم الآمال بمرحلة سياسية جديدة في البلاد، يرى مراقبون أن سوريا ما بعد الأسد لا تزال تبحث عن توازن هش بين تطلعات التغيير وضغوط الواقع الميداني والسياسي.

