SWED24: مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع توقعات استهلاك الكهرباء، حذّرت شركات الطاقة في السويد من أن البلاد قد تواجه أزمة طاقة حقيقية هذا العام، في ظل مؤشرات على ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء ومحدودية الاحتياطيات المتاحة.
ووفقاً لتوقعات شركة الطاقة السويدية “بيكسيا” (Bixia)، من المنتظر أن تكون أسعار الكهرباء خلال شهري أكتوبر ونوفمبر أعلى بنحو الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
في الوقت ذاته، حذّرت هيئة الكهرباء السويدية “سفينسكا كرافتنات” (Svenska Kraftnät) من أن البلاد تدخل الشتاء من دون احتياطي كهربائي كافٍ، وهو ما قد يؤدي إلى انقطاعات مفاجئة في التيار الكهربائي وارتفاعات قياسية في الأسعار.
وسط هذه المخاوف، تتجه الأنظار إلى الأسر التي تعتمد في تدفئة منازلها على مضخات الحرارة، وهي وسيلة معروفة بكفاءتها النسبية مقارنة بطرق التدفئة الأخرى، لكنها يمكن أن تتحول إلى عبء مالي إضافي إذا لم يتم ضبط إعداداتها بالشكل الصحيح.
المستشارة السياسية للطاقة في منظمة “هوسايرنه” النرويجية، ليندا أورستافيك أوبرغ، أوضحت في تصريحات لموقع DinSide أن كثيراً من المستخدمين لا يدركون كيفية استخدام مضخات الحرارة بكفاءة، وأن الإعدادات الخاطئة قد تجعل الجهاز يستهلك طاقة أكثر مما ينبغي.
تقول أورستافيك: “الكثيرون يتركون المضخة على وضع التشغيل التلقائي (Auto) لأنهم يخشون العبث بعدد كبير من الأزرار، لكن هذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية في الشتاء. فعندما تشتعل المدفأة مثلاً ويزداد دفء الغرفة، يمكن أن تبدأ المضخة تلقائياً في التبريد، ما يعني استهلاك طاقة بلا داعٍ. لذلك يجب ضبطها يدوياً خلال الأشهر الباردة”.
ولا تقتصر أهمية مراجعة الإعدادات على مواجهة ارتفاع الأسعار فحسب، بل ترتبط أيضاً بالتغييرات الجديدة في نظام تسعير الكهرباء في السويد. فبحلول الأول من يناير عام 2027، سيدخل حيّز التنفيذ ما يُعرف بـ”تعرفة الطاقة الفعلية” (Effekttariff)، وهي صيغة تسعير جديدة تعتمد على مستوى الطلب، بحيث ترتفع التكلفة عندما يكون استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة، وتنخفض عندما يُوزّع الاستهلاك على ساعات اليوم الأقل ازدحاماً.
وبحسب الشركات المزوّدة، يهدف هذا النظام إلى تشجيع المستهلكين على ترشيد استخدامهم للطاقة في الفترات الحرجة.
بعض الشركات بدأت بالفعل في تطبيق النظام الجديد، من بينها شركة “ميلارينرجي” (Mälarenergi) التي تخدم نحو 150 ألف عميل. الشركة كانت قد دعت عملاءها في وقت سابق من هذا العام إلى تقليل أقصى طاقة تشغيل لمضخات الحرارة لديهم، وتجنّب تشغيلها بأقصى قدرة بين الساعة السابعة صباحاً والسابعة مساءً في أيام الأسبوع. الهدف من ذلك، كما تقول الشركة، هو المساعدة في “تسطيح منحنى الاستهلاك” وتقليل الضغط على الشبكة الكهربائية خلال ساعات الذروة.
لكن في الوقت نفسه، يحذر الخبراء من أن بعض الأسر قد تذهب في الاتجاه المعاكس بدافع القلق، فتقوم بإيقاف تشغيل المضخة تماماً في الليل أو عند انخفاض الحاجة للتدفئة، وهو ما يرونه خطأً شائعاً.
تقول أورستافيك أوبرغ في هذا السياق: “من أهم القواعد أن لا يتم تشغيل وإيقاف المضخة باستمرار، أو تعديل درجة الحرارة كثيراً. فمضخات الحرارة تكون أكثر كفاءة عندما تعمل بثبات وهدوء، دون تغييرات متكررة في التشغيل، لأن الإيقاف وإعادة التشغيل المتكرر يستهلكان طاقة أكبر من التشغيل المستمر عند درجة حرارة ثابتة”.
ويؤكد خبراء الطاقة أن ضبط إعدادات مضخة الحرارة بالشكل الصحيح يمكن أن يوفر على الأسر السويدية مئات الكرونات شهرياً خلال الشتاء. النصيحة الأساسية التي يقدمونها بسيطة لكنها حاسمة: لا تترك المضخة على الوضع التلقائي، لا توقفها ليلاً، ولا تغيّر إعداداتها باستمرار. فالتشغيل المستقر والواعي هو ما يضمن أعلى كفاءة وأقل استهلاك للطاقة في موسم قد يكون الأصعب كهربائياً منذ سنوات.

