SWED24: يثير اتفاق دفاعي وُقّع بين الولايات المتحدة والدنمارك في ديسمبر 2023 موجة من القلق في الأوساط السياسية والدستورية في كوبنهاغن، وذلك بعد الكشف عن البنود التي تمنح القوات الأمريكية “وصولاً غير مشروط” إلى قواعد جوية دنماركية، وصلاحيات قانونية غير مسبوقة داخل الأراضي الدنماركية.
الاتفاق الذي أُبرم في عهد إدارة بايدن، والذي كان يُنظر إليه آنذاك على أنه خطوة لتعزيز التعاون الدفاعي بين حليفين في حلف الناتو، بات الآن محل جدل حاد في ظل تولّي الرئيس السابق دونالد ترامب مجددًا مقاليد الحكم في واشنطن.
ووفقاً لمصادر أمنية، فإن إدارة ترامب وضعت غرينلاند، الإقليم الخاضع للسيادة الدنماركية، ضمن أولوياتها الاستراتيجية، بل وذكرت تقارير أن الاستخبارات الأمريكية تلقت أوامر بـ”تكثيف عمليات التجسس” في المنطقة، ولم يُستبعد وفق تصريحات سابقة لترامب استخدام القوة العسكرية لتأمين المصالح الأمريكية هناك.
بنود تثير الشكوك القانونية
يمنح الاتفاق الجنود الأمريكيين المتواجدين على الأراضي الدنماركية حصانة قضائية واسعة، إذ يخضعون للقانون الأمريكي بدلاً من النظام القضائي الدنماركي، حتى في حال ارتكابهم مخالفات أو جرائم على الأراضي الدنماركية.
وتشمل البنود أيضاً:
- حق استخدام ثلاث قواعد جوية دنماركية في كاروب، سكريدستروب، وألبورغ.
- سلطة تنفيذ تدريبات ومهام عسكرية من وإلى الأراضي الدنماركية.
- تخزين عتاد ومعدات عسكرية أمريكية على الأراضي المحلية.
- إمكانية فرض السيطرة العسكرية على المدنيين في المناطق المحيطة بالقواعد.
تحذير من مخاطر “سيادية”
وفي مقابلة مع صحيفة The Guardian البريطانية، حذر بيتر فيدل كيسنغ، الباحث البارز في المعهد الدنماركي لحقوق الإنسان، من سيناريوهات خطيرة قد تترتب على الاتفاق: “إذا استخدم جنود أمريكيون مسلحون القوة المفرطة ضد متظاهرين خارج إحدى القواعد، فلن تكون لدينا أي آلية قانونية لمحاكمتهم. هذه سابقة تمس سيادة البلاد وحقوق المواطنين”.