SWED24: تشهد صناعة السيارات الأوروبية تحولاً ملحوظاً بعد إعلان منظمة Euro NCAP، الجهة الأوروبية المستقلة المسؤولة عن تقييم سلامة السيارات الجديدة، عن قواعد جديدة ستؤثر على كيفية تصميم لوحات التحكم في السيارات المستقبلية.
وبموجب التحديثات المنتظرة، التي ستُطبق على اختبارات السلامة لعام 2026، ستُمنح درجات أعلى في تصنيفات الأمان للسيارات التي تعتمد على أزرار ومفاتيح فعلية بدلاً من الشاشات اللمسية في التحكم بالوظائف الأساسية مثل التكييف، والراديو، وأنظمة الإضاءة.
وقالت المنظمة إن الهدف من التغيير هو الحد من تشتيت انتباه السائقين، إذ تشير الدراسات إلى أن استخدام الشاشات اللمسية يتطلب وقتًا أطول ويصرف النظر عن الطريق أكثر مما تفعله الأزرار التقليدية. وصرّح ماثيو آفري من Euro NCAP لموقع Ars Technica، قائلاً: “تشجع اختبارات عام 2026 الشركات المصنعة على العودة إلى عناصر التحكم المادية والمنفصلة للوظائف الأساسية، ما يقلل من الوقت الذي تبتعد فيه أعين السائق عن الطريق، وبالتالي يعزز السلامة أثناء القيادة.”
ويُتوقع أن تؤثر هذه القواعد الجديدة على شركات كبرى مثل تسلا، فولفو، وفولكسفاغن، التي تعتمد بشكل كبير على الشاشات اللمسية للتحكم في أنظمة السيارة، وهو ما قد يضعها أمام تحديات جديدة إذا أرادت الحفاظ على تقييم خمس نجوم في اختبارات Euro NCAP.
مجلة السيارات السويدية Auto Motor & Sport وصفت القرار قائلة: “عدم الحصول على خمس نجوم في اختبارات Euro NCAP يُعد كارثة لمعظم شركات السيارات”.
من جانبها، رحبت منظمة M Sverige، وهي من أبرز جمعيات السائقين في البلاد، بالخطوة الجديدة. وقال جاكوب سيدنفال من المنظمة: “من الإيجابي أن تزداد الوعي بأهمية السلامة، وأن نرى صانعي السيارات يعلنون عودتهم إلى الأزرار المادية في لوحات التحكم، بعد الانتقادات الواسعة التي وُجهت للشاشات اللمسية.”
وتشير دراسات عدة إلى أن التعامل مع الشاشات اللمسية أثناء القيادة يزيد من احتمالية الحوادث بسبب تشتيت الانتباه. ففي تجربة نرويجية، تبيّن أن السائق الذي يقود بسرعة 60 كيلومترًا في الساعة يقطع 30 مترًا في غضون ثانيتين فقط — وهي المدة التي يحتاجها غالبًا للنظر إلى الشاشة أثناء تغيير إعداد بسيط مثل تشغيل أغنية. وخلصت الدراسة إلى أن السائقين يقضون حوالي 23.5 ثانية في المتوسط على المهام البسيطة داخل الشاشة، وهو ما يُعد خطرًا مباشرًا على السلامة.
ويؤكد الخبراء أن العودة إلى الأزرار المادية لا تمثل تراجعاً تكنولوجياً، بل تصحيحاً لتوجهٍ تبيّن أنه أضعف من مستوى الأمان في المركبات الحديثة، ومن شأنه أن يعيد التوازن بين الابتكار والتجربة الآمنة للسائقين.

