SWED24: كم من المال يمكن جنيُه فعلاً من جمع عبوات البانت (العبوات القابلة لإعادة التدوير)؟ هذا هو السؤال الذي سعى صحافيان من التلفزيون السويدي SVT، ماركوس دالبرغ وريكارد بيرغلين، للإجابة عليه من خلال تجربة ميدانية غير تقليدية قادتهما إلى تفتيش سلال المهملات في شوارع السويد ليومٍ كامل.
يقول دالبرغ: “إذا تم الأمر بالشكل الصحيح، يمكن أن تحقق مكسباً جيداً، خصوصاً بعد الزيادة المرتقبة في قيمة البانت”.
زيادة مرتقبة في قيمة البانت
ابتداءً من سبتمبر المقبل، سترتفع قيمة البانت في السويد. العبوات الصغيرة سترتفع من كرونة واحدة إلى اثنتين، في حين ترتفع قيمة العبوات الكبيرة من اثنتين إلى ثلاث كرونات، في خطوة يُتوقع أن يكون لها أثر كبير، خاصة على من يعتمدون على هذه العوائد كمصدر دخل أساسي.
يقول بيرغلين: “بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على هذا المال، فإن هذه الزيادة ستكون مهمة جداً”.
نتائج متواضعة وتجربة تعليمية
ورغم حماس التجربة، يعترف الصحافيان بأن الحصيلة المالية كانت متواضعة. يقول دالبرغ: “كنا سنحقق نتائج أفضل لو كنا أكثر خبرة وأكثر كفاءة”.
ويضيف بيرغلين: “كنا نتحرك سيراً على الأقدام، لكن لو استخدمنا دراجات هوائية، لكنا جمعنا ثلاثة إلى أربعة أضعاف. كما أن جزءًا كبيراً من الوقت ذهب للتصوير، ولم نكن نعرف الأمكنة أو الأوقات المثلى للجمع”.
خطة العمل: المدارس كنز مخفي
اختار الصحافيان التنقل بين بيئات مختلفة: من وسط المدينة إلى الضواحي، مروراً بالمناطق الراقية ومحيط الجامعات. ولاحظا أن الحاويات القريبة من المدارس تُعد الأغنى بالعبوات، على ما يبدو بسبب الاستهلاك العالي لمشروبات الطاقة في صفوف الطلاب.
لم تغب عن التجربة نظرة المجتمع السلبية لجمع العبوات. يقول بيرغلين: “هناك وصمة اجتماعية مرتبطة بالأمر، لكننا قمنا به لأغراض صحافية، وهذا مختلف كلياً عن من يُجبر على القيام به بدافع الحاجة”.
أما دالبرغ، فوصف التجربة بـ”رحلة البحث عن الكنز”: “في لحظة ما، بدأنا نستمتع بالأمر… كان هناك إحساس بالمتعة عندما تجد ثلاث أو أربع عبوات في سلة واحدة”.
ويختتم بيرغلين بالقول: “إذا تجاهلت الجانب الاجتماعي، فهي تجربة مفيدة للغاية: هواء نقي، حركة جسدية، دفعات صغيرة من الدوبامين، خدمة للبيئة، وربح مادي. تكاد تصبح إدماناً”.
بعد انتهاء التجربة، تبرع الصحافيان بإيصالات البانت لامرأة ستينية كانت قد فُصلت مؤخراً من عملها وتعتمد على هذا النشاط كمصدر دخل.