SWED24: بدأت في العاصمة السويدية، يوم أمس الخميس جلسات محاكمة أربعة شبان في العشرينيات من العمر، متهمين بالاعتداء على ثلاثة أشخاص من أصول أجنبية في سلسلة هجمات شهدتها ستوكهولم الصيف الماضي.
النيابة العامة وجهت إلى المتهمين اتهامات تتعلق بالضرب الجسيم بدافع الكراهية، مشيرة إلى وجود صلة بينهم وبين مجموعة اليمين المتطرف Aktivklubb Sverige.
الاعتداءات، التي وقعت في الساعات الأولى من صباح 27 أغسطس 2024، شملت ثلاث مناطق مختلفة من العاصمة، وأظهرت كاميرات المراقبة بعض المتهمين وهم يؤدون تحية نازية عقب الهجمات، بحسب ما ورد في لائحة الاتهام.
محمد: “لم أحصل على فرصة للدفاع عن نفسي”
أحد الضحايا هو محمد العوض الله (42 عاماً)، الذي كان يقف قرب مدخل محطة مترو الأنفاق في شارع بيرغر يارل عندما باغته عدة أشخاص واعتدوا عليه بعنف، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة وتلف في أسنانه.
يقول محمد لـ SVT: “كان كل شيء سريعاً جداً. تلقيت ضربة من الخلف ولم أستطع حتى أن أرى من هاجمني. شعرت بإهانة عميقة وخوف لم أعرفه من قبل”.
ويضيف أنه ما زال يشعر بالقلق بعد الحادثة، وينتبه لأي صوت خطوات خلفه.
ويتابع محمد، قائلاً: ” لم ينته الأمر حتى وصول دورية الشرطة، وقالوا لي بأنني سأكون على مايرام”.
الشرطة هي من نقلت محمد الى المستشفى، بعدما فقد عدد من أسنانه بفعل الركل على الرأس، وأصيب بشكل بالغ في أنحاء متفرقة من جسمه.
يقول محمد: “هربت من الحرب في سوريا لأعيش في بلد آمن، لكني اليوم لا أشعر بالأمان كما كنت. بعض التصريحات السياسية عن المهاجرين تجعل الناس الذين يحملون الكراهية يظنون أن لديهم الحق في الاعتداء علينا”.
جلسات مشحونة بالعواطف
القضية تُنظر في القاعة الأمنية بمحكمة ستوكهولم الابتدائية بسبب حساسية القضية وخطورتها.
وخلال الجلسة الأولى، انهار أحد الضحايا أثناء شهادته حين سُئل عن شعوره أثناء الاعتداء، واصفاً تلك اللحظة بأنها “الأسوأ في حياته”.
وقال ضحية آخر، كان على متن أحد قطارات المترو أثناء تعرضه للهجوم: “لم أشعر بالأمان بعدها لأسابيع، كنت أعتقد أن الأمر يمكن أن يتكرر في أي لحظة”.
وأنكر جميع المتهمين الأربعة الاتهامات الموجهة إليهم، بينما ادعى بعضهم أن ما حدث كان “دفاعاً عن النفس”.
لكن النيابة العامة تؤكد أن الاعتداءات كانت منظمة وتحمل بوضوح طابعاً عنصرياً، مشيرة إلى أن الهجمات استهدفت أشخاصًا بسبب أصولهم الأجنبية.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة عدة أسابيع، وسط اهتمام إعلامي واسع في السويد، حيث أثارت القضية جدلاً كبيراً حول تصاعد العنف المدفوع بالكراهية في البلاد.

