SWED24: قضت محكمة الاستئناف في منطقتي سكونه وبلِكينغه ببراءة السياسي اليميني المتطرف راسموس بالودان من أحد الاتهامات الموجهة إليه بالتحريض ضد جماعة دينية، في قضية أثارت جدلًا واسعًا في السويد، وألغت حكم السجن الصادر بحقه سابقاً.
وكانت محكمة مالمو الابتدائية قد أدانت بالودان العام الماضي بالسجن أربعة أشهر، بعد أن رأت أنه ارتكب حالتين من التحريض ضد مجموعة من الناس (hets mot folkgrupp)، بالإضافة إلى إهانة عامة، خلال مظاهراته في مالمو عام 2022.
لكن محكمة الاستئناف أسقطت إحدى التهم المتعلقة بالتحريض ضد المسلمين، معتبرة أن تصريحات بالودان كانت تندرج ضمن حرية التعبير والنقد الموجه للأديان.
وقالت إيلفا نورلينغ يُونسون، رئيسة المحكمة، في بيان صحفي: “من الطبيعي أن تُفهم انتقادات الدين أحياناً على أنها نقد لأتباعه، لكن لا يمكن لذلك أن يجعل النقد الديني بحد ذاته محظوراً. إن منع مثل هذا النقد يعني عملياً تقييد حرية التعبير الديني في المجتمع”.
إبقاء الإدانة في واقعة سبتمبر
وفي المقابل، ثبتت المحكمة إدانة بالودان في حادثة سبتمبر 2022، حيث وجدت أنه تجاوز حدود حرية التعبير من خلال تصريحات وجهها ضد مجموعات عرقية محددة، واصفةً تلك التصريحات بأنها تتضمن ازدراءً عنصرياً صريحاً.
وخلال تلك الحادثة، وجه بالودان عبارات مهينة لرجل من أصول أفريقية، من بينها قوله: “ارجع إلى أفريقيا، فالأفارقة لا ينتمون إلى السويد”، وهي التصريحات التي رأت المحكمة أنها تشكل تحريضاً على الكراهية العنصرية.
عقوبة مخففة وتعويض مالي
ورغم إبقاء الإدانة في إحدى القضايا، اعتبرت محكمة الاستئناف أن الجرم قد سقط بالتقادم الجزئي، إذ تأخرت السلطات في تبليغ المتهم رسميًا بالاتهام.
لكنها أكدت أن حق الضحية في التعويض المالي لا يسقط بالتقادم، لذلك ألزمت بالودان بدفع تعويض مالي محدد للمتضرر.
وبناءً على ذلك، خفّفت المحكمة العقوبة إلى حكم مع وقف التنفيذ مع غرامة مالية قدرها 50 يومًا بمعدل 50 كرونة لليوم الواحد، بدلًا من السجن.
وتأتي هذه القضية ضمن سلسلة من الجدالات القانونية والسياسية المرتبطة بنشاطات بالودان، المعروف بحرق نسخ من القرآن وتنظيم مظاهرات تستفز الجاليات المسلمة في السويد والدنمارك.
