SWED24: حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من تصاعد خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، في تقرير جديد يشير إلى احتمال زيادة الوفيات الناجمة عن هذه العدوى بنسبة 70٪ خلال العقود المقبلة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة على مستوى العالم.
وبحسب التقرير، تُسجّل حالياً أكثر من 700 ألف وفاة سنوياً حول العالم بسبب العدوى التي لم تعد تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية، بينما يتجاوز عدد الوفيات داخل الاتحاد الأوروبي 30 ألف حالة سنوياً نتيجة لهذه الظاهرة.
وقال إيفان هوتين، مدير قسم مقاومة الميكروبات في منظمة الصحة العالمية: “هذه النتائج مقلقة للغاية. في ظل استمرار ارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية، سنفقد القدرة على علاج أبسط أنواع العدوى”.
أرقام صادمة في التقرير
تُظهر بيانات المنظمة أن واحدة من كل ست إصابات فُحصت في المختبر خلال عام 2023 كانت مقاومة للمضادات الحيوية، وأن أكثر من 40٪ من أنواع المضادات فقدت فعاليتها بين عامي 2018 و2023 ضد أمراض شائعة مثل التهابات الدم، والجهاز البولي، والأمراض المنقولة جنسيًا.
وتؤكد المنظمة أن دول إفريقيا وجنوب آسيا هي الأكثر تضررًا، إذ أظهرت الإحصاءات أن 70٪ من حالات العدوى ببكتيريا “إي كولاي” (E. coli) في القارة الإفريقية مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية التقليدية.
“نقترب من نقطة حرجة”
وحذّر التقرير من أن العالم يقترب من نقطة حرجة، حيث لم تعد المضادات الحيوية المتاحة فعّالة بما يكفي لعلاج أنواع متزايدة من العدوى.
وقال مانيكا بالاسغارام من قسم الشراكات البحثية في منظمة الصحة العالمية: “لا يكفي أن نطور مضادات جديدة، بل علينا أن نستخدمها بطريقة صحيحة. يجب أن تتركز الجهود على الابتكار وتسريع تطوير حلول جديدة”.
الوضع في السويد: 500 وفاة سنوياً
في السويد، تشير بيانات مجلة “ذا لانسيت” الطبية إلى أن أكثر من 500 شخص يموتون سنوياً نتيجة عدوى غير قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية.
وتؤكد هيئة الصحة العامة السويدية (Folkhälsomyndigheten) أن المقاومة للمضادات الحيوية في البلاد تزداد ببطء ولكن باستمرار.
وقال الخبير أولوف أسبيفال من الهيئة: “من الضروري أن نظل ملتزمين بالوقاية من العدوى، ومنع انتشارها، والاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية. يمكننا إبطاء انتشار المقاومة، لكن من الصعب وقفها تماماً”.
وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى زيادة الاستثمار في الأبحاث وتطوير أدوية بديلة، إضافة إلى تعزيز الرقابة على استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات والزراعة.
وتحذر المنظمة من أن تجاهل الأزمة قد يجعل العالم “يعود إلى حقبة ما قبل اكتشاف البنسلين”، حين كانت الالتهابات البسيطة سبباً رئيسياً للوفاة.

