افتتحت مساء الثلاثاء 29 أبريل 2025 فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان مالمو للسينما العربية في مدينة مالمو السويدية، وسط أجواء احتفالية وحضور واسع من صناع السينما العرب والإسكندنافيين، إلى جانب جمهور غفير توافد من مختلف المدن السويدية والدول المجاورة. وتستمر فعاليات المهرجان حتى الخامس من مايو المقبل.
وشهدت السجادة الحمراء في سينما “رويال”، إحدى أكبر دور العرض في السويد، تألق نجوم السينما وصناعها، وفي مقدمتهم الفنان الكوميدي المصري أحمد حلمي، الذي حظي بتكريم خاص خلال حفل الافتتاح.

كلمة بلدية مالمو
استُهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها ياني غرونهولم، نائب عمدة مالمو ورئيس اللجنة الثقافية في مجلس البلدية، أكد فيها أهمية المهرجان قائلاً:
“منذ انطلاقه عام 2011، كان مهرجان مالمو للسينما العربية الحدث الوحيد في الدول الإسكندنافية المخصص بالكامل للثقافة والسينما العربية. وقد نجح في ترسيخ مكانته كأكبر مهرجان للسينما العربية في الغرب، من خلال عرض الأفلام وإيجاد فرص تعاون داخل العالم العربي ومع بلدان الشمال الأوروبي، لاسيما عبر منصة ‘أيام مالمو لصناعة السينما’.”
وأضاف غرونهولم: “يمنح المهرجان جمهور المدينة فرصة نادرة لمشاهدة أحدث وأفضل الإنتاجات العربية. فالسينما أداة قوية لتعزيز التفاهم، ومالمو تفخر بدعمها لهذا الحدث.”

كلمة رئيس المهرجان محمد قبلاوي
من جهته، رحب مؤسس ورئيس المهرجان، المخرج محمد قبلاوي، بضيوف الدورة قائلاً:
“نجتمع الليلة كصناع سينما، ودبلوماسيين، وسياسيين، وفنانين، وأصدقاء لنحتفي بالثقافة والسينما. وجودكم اليوم شهادة على إيمانكم بدور السينما في بناء جسور بين الشعوب.”
وأعلن قبلاوي رسمياً افتتاح الدورة الخامسة عشرة، مشيداً بنمو المهرجان خلال خمسة عشر عاماً ليصبح “أكبر منصة للسينما العربية في أوروبا وجزءاً أساسياً من المشهد الثقافي لمدينة مالمو.” كما أعرب عن شكره لمدينة مالمو، ومقاطعة سكونه، ومؤسسة فيلم سكونه، والمعهد السويدي للأفلام، إضافة إلى الرعاة والمتعاونين في إنجاح الحدث.

تكريم أحمد حلمي
في لفتة تقديرية لمسيرته الفنية، كُرِّم النجم أحمد حلمي خلال الحفل من قبل نائب العمدة ورئيس المهرجان. ويمتد مشوار حلمي لأكثر من عقدين شارك خلاله في أكثر من 50 فيلماً نال عنها جوائز عديدة، كما يشغل منصب سفير إقليمي لليونيسف في مجال دعم الأطفال والصحة النفسية.
ويُقدّم حلمي يوم الأربعاء “ماستر كلاس” خاصاً بحضور جمهور متعدد الجنسيات يتحدث خلاله عن تجربته في السينما المصرية والعربية.
فيلم الافتتاح: “أحلام عابرة”
عُرض عقب الحفل فيلم “أحلام عابرة” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والسويد والسعودية وفرنسا. ويروي الفيلم، الممتد ليوم وليلة، رحلة الفتى “سامي” في بحثه عن حمامة زاجلة ضائعة، انطلاقاً من مخيم في الضفة الغربية ومروراً بمدن فلسطينية مثل القدس وبيت لحم وحيفا.
وقال مشهراوي بالمناسبة: “السينما تملك أدوات قوية لإيصال صوتنا للعالم”، مؤكداً على أهمية نقل الواقع الفلسطيني بكل ما فيه من عبثية وتحديات.
حفل استقبال في قاعة المدينة
أعقب عرض الفيلم حفل استقبال أقيم في قاعة مدينة مالمو بحضور عمدة المدينة كارينا نيلسون التي ألقت كلمة جاء فيها:
“مالمو مدينة تحتفي بالتنوع، وهي موطن لأشخاص من 187 جنسية. هذا التنوع هو مصدر قوتنا، ويدعم ازدهارنا الثقافي والسينمائي. لقد أصبحت مالمو مركزاً سينمائياً إقليمياً، ومهرجان مالمو للسينما العربية هو انعكاس حقيقي لالتزامنا بتوفير فضاء للتبادل الثقافي والإبداع.”
وشكرت نيلسون رئيس المهرجان وفريقه، مؤكدة أن “السينما تجمع الناس وتروي قصصاً تعزز من التفاهم المشترك.”
عروض ومبادرات موازية
تتواصل فعاليات المهرجان في عدد من المدن السويدية، من بينها أوميو حيث تم عرض فيلم “ليل نهار” للمخرج عبدالعزيز المزيني ضمن برنامج “الليالي العربية”، بالشراكة مع هيئة الأفلام السعودية. كما عُرض فيلم “نورة” للمخرج توفيق الزايدي في العاصمة ستوكهولم ضمن انطلاقة البرنامج في 27 أبريل، وتستمر هذه العروض حتى 8 مايو في مدن بالسويد والدنمارك وفنلندا.
كما انطلقت في مدينة لوند فعاليات “أيام السينما العربية” التي ينظمها المهرجان، وبدأت بعروض مدرسية لأفلام “أحلام عابرة” و”أرزة” للمخرجة اللبنانية ميرا شعيب في سينما “شينو”.
أما في صباح الأربعاء، فتبدأ أعمال الدورة الحادية عشرة من أيام مالمو لصناعة السينما (30 أبريل – 3 مايو)، وتتضمن مجموعة من الجلسات النقاشية، دراسات الحالة، والفعاليات التي تستهدف تطوير التعاون والابتكار في الصناعة السينمائية العربية.
عروض اليوم الثاني
تشهد سينما “بانورا” في اليوم الثاني من المهرجان عروضاً ضمن المسابقة الرسمية، من بينها الفيلم السعودي “نورا”، والمصري “ضي”، والتونسي “قنطرة” ضمن “الليالي العربية”. كما تُعرض في صالة ثانية أفلام “الذراري الحمراء” (تونس) و”سودان يا غالي” (السودان).