SWED24: تستعد إسبانيا لمواجهة موجة حر غير مسبوقة خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط توقعات بتسجيل درجات حرارة قد تكون الأعلى لشهر مايو منذ عام 1950، بحسب ما أعلن المعهد الوطني للأرصاد الجوية AEMET.
ووفقاً للتقارير، من المنتظر أن تصل درجات الحرارة في بعض مناطق البلاد، وخاصة في إقليم الأندلس الجنوبي، إلى 40 درجة مئوية، أي ما يزيد بعشر درجات مئوية عن المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام.
وقالت أولريكا إلفغرين، خبيرة الأرصاد الجوية في قناة TV4: “إنها حالة استثنائية بكل المقاييس. من غير المعتاد على الإطلاق أن نرى 40 درجة في شهر مايو”.
حرارة صحراوية… في ربيع إسبانيا
وترجع الظاهرة إلى اندفاع كتل هوائية ساخنة وجافة قادمة من شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، ما أدى إلى تصاعد سريع في درجات الحرارة على نحو مفاجئ وغير معتاد في الربيع الأوروبي.
وأضافت إلفغرين: “كما أن أوروبا تتأثر أحيانًا بتدفق هواء قطبي، فإن إسبانيا بحكم موقعها الجغرافي، تواجه تدفقاً عكسياً من الهواء الصحراوي الحار”.
تشير البيانات إلى أن موجة الحر بدأت فعلياً يوم أمس، ويتوقع أن تستمر حتى الأول من يونيو، مع احتمال تواصل درجات الحرارة المرتفعة في الأسبوع الأول من الشهر.
وحذّرت إلفغرين من أن هذه الموجة ليست سوى واحدة من سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي أصبحت أكثر شيوعاً في إسبانيا خلال الأعوام الأخيرة، موضحة أن آخر ثلاث سنوات كانت الأشد حرارة في تاريخ البلاد.
وقالت: “ما نشهده يتماشى مع توقعات العلماء بشأن تغير المناخ. فموجات الحر تزداد حدة، وموجات الأمطار تزداد كثافة، وكأن المناخ بأكمله يخضع لتضخيم حاد”.
رغم خطورة الظاهرة، أكدت إلفغرين أن موجة الحر الحالية لا تعني بالضرورة أن أوروبا ستشهد صيفاً حاراً مماثلاً، قائلة:”من المبكر استخلاص استنتاجات حول صيف القارة، لكن هذا الحدث يُعد فريداً وغير معتاد”.