SWED24: أطلقت نقابة عمال البناء في السويد تحذيرات قوية بشأن تزايد عدد الحوادث القاتلة في مواقع العمل، متهمة شركات بناء أجنبية وأخرى سويدية تعتمد على عمالة أجنبية، بالتقصير في تطبيق معايير السلامة من أجل خفض التكاليف والفوز بالمناقصات.
وبحسب إحصاءات هيئة بيئة العمل السويدية (Arbetsmiljöverket)، تعد حوادث السقوط السبب الأكثر شيوعاً للحوادث المهنية، وكذلك المسبب الرئيسي للوفيات في مواقع العمل.
يقول كيم سودرستروم، رئيس نقابة Byggnads: “الكثير من الشركات في السويد تتحايل على القوانين المتعلقة بالأجور وبدلات السفر وإجراءات السلامة. وغالباً ما تكون هذه الشركات أجنبية أو سويدية تستخدم عمالاً من خارج البلاد”.
إصابات خطيرة وإهمال في الإبلاغ
من بين القصص التي تعكس حجم المشكلة، يروي العامل بيني أوستلوند من مدينة أوسترسوند تفاصيل حادث سقوط تعرض له أثناء عمله، أدى إلى كسر في معصميه وإجازة مرضية استمرت شهرين.
يقول أوستلوند: “كنت أنقل المعدات إلى غرفة الاستراحة عندما فقدت التوازن وسقطت أرضاً. كانت لحظة سريعة تسببت بإصابات بالغة”.
ورغم الحادثة، يؤكد العامل أن شركته تتبع إجراءات السلامة بشكل عام، لكنه يقرّ بأن الحوادث يمكن أن تقع حتى في أفضل الظروف.
استطلاع صادم
في استطلاع أجرته نقابة Byggnads وشمل أكثر من 4700 عامل بناء، أفاد 16% منهم بأنهم تعرضوا لحوادث سقوط تسببت في غيابهم عن العمل.
كما كشف الاستطلاع أن:
- 43% فقط من العمال قالوا إن أرباب العمل يجرون تقييمات مخاطر لجميع المهام.
- 49% أكدوا أنهم لم يتلقوا تعليمات واضحة لتفادي مخاطر السقوط.
- 37% فقط أشاروا إلى أن حوادث العمل يتم الإبلاغ عنها إلى هيئة بيئة العمل، رغم أن الامتناع عن ذلك يُعد مخالفة قانونية.
أسباب الحوادث: الضغط الزمني والإجهاد
أوضح سودرستروم أن الاستعجال وضغط الوقت هما من أبرز أسباب الحوادث القاتلة.
وقال رئيس النقابة: “تقليل الضغط والإجهاد وتحسين التخطيط وتوفير التدريب الكافي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحوادث في قطاع البناء”.
تشير هيئة بيئة العمل إلى أن غالبية حوادث الوفاة في مواقع البناء كان من الممكن تجنبها لو تم الالتزام بنظام تقييم المخاطر وإدارة السلامة بشكل منهجي.
يقول سودرستروم بالقول: “كل حادث مميت في مكان العمل هو فشل جماعي، لأن الأرواح التي تُزهق كان يمكن إنقاذها بتطبيق القواعد الأساسية”.

