تواجه سلسلة متاجر Coop Syd، إحدى أكبر سلاسل تجارة المواد الغذائية في السويد، أزمة مالية عميقة تهدد استمرار نشاطها، مع احتمالية إغلاق أكثر من 80 متجرًا في حال لم تُثمر الخطة الإنقاذية الجارية عن نتائج واضحة بحلول عام 2027.
ووفقًا لتقرير نشرته Dagligvarunytt، تكبدت Coop Syd، وهي ثالث أكبر اتحاد استهلاكي داخل مجموعة Coop بعد Coop Östra وCoop Väst، خسائر تشغيلية بلغت 393 مليون كرونة خلال عام 2023، مقارنة بـ273 مليون كرونة في 2022. ويُعد هذا العام الثالث على التوالي الذي يسجل فيه فرع Coop Syd نتائج مالية سلبية، ما دفع الإدارة إلى وصف الوضع بأنه “شديد الخطورة”.
خطة إنقاذ قيد الإعداد
تعمل إدارة Coop Syd حاليًا على وضع خطة تجارية جديدة تهدف إلى وقف النزيف المالي وتحقيق التعافي التدريجي. ومع ذلك، حذرت الجمعية من أنه في حال فشل هذه الخطة، “هناك خطر كبير في ألا تتمكن الشركة من مواصلة نشاطها”، حسب ما ورد في وثائق رسمية.
وتضم Coop Syd أكثر من 540 ألف عضو، وتعتبر جزءًا جوهريًا من شبكة Coop الوطنية. وتتركز متاجرها في جنوب السويد، ما يجعل أي انهيار محتمل في هذا الفرع ذا تأثير واسع على العملاء والموظفين في المنطقة.
تسريحات جماعية وإجراءات تقشفية
سبق أن أعلنت Coop Syd في مارس الماضي عن خطة تقشفية تضمنت تسريح 160 موظفًا، في محاولة للحد من النفقات. وصرّح المدير التنفيذي المؤقت للشركة، ستيفان نيريندر، آنذاك:
“نعلم أن هذا يوم صعب لموظفينا، لكنه قرار لا مفر منه. لقد واجهت Coop Syd مشاكل ربحية مزمنة، والآن حان وقت التنفيذ الفعلي لخطة الإصلاح.”
أزمة متواصلة
تعاني Coop، التي كانت ذات يوم أكبر مجموعة تجارية في دول الشمال الأوروبي، من سلسلة خسائر متتالية تجاوزت 1.4 مليار كرونة خلال عامي 2022 و2023. ويبدو أن فرع Coop Syd هو الأكثر تضررًا ضمن المجموعة.
وفي تعليقه على الوضع، قال المحلل الاقتصادي توماس أولين لصحيفة Dagens Nyheter في فبراير:
“الوضع ينذر بالخطر، ولا توجد موارد احتياطية تُذكر لدى Coop Syd، رغم بيع 12 عقارًا في بداية عام 2023.”
مستقبل غامض
بين إجراءات التقشف والبحث عن حلول، يبقى مصير أكثر من 80 متجرًا في مهب الريح، ما يثير القلق بين الموظفين، الأعضاء، والمستهلكين على حد سواء.
وتُعد هذه التطورات واحدة من أبرز الأزمات التي تواجه قطاع التجزئة في السويد هذا العام، في وقت يشهد فيه الاقتصاد المحلي ضغوطًا تضخمية وتغيرات في سلوك المستهلك.