SWED24: في تجربة علمية فريدة تخطّت حدود المخاطرة، سمح الأمريكي تيم فريدي لنفسه بأن يُلدغ مئات المرات من أخطر أنواع الأفاعي السامة في العالم مثل الكوبرا، والمامبا السوداء، والأفعى الجلجلة، بهدف تطوير مناعة ضد السم، والمساعدة في ابتكار ترياق شامل يمكن أن يُنقذ آلاف الأرواح حول العالم.
وخلال 18 عاماً، قام فريدي بحقن نفسه بجرعات صغيرة من سم الأفاعي، وتعرّض لـ 200 لدغة من 16 نوعاً مختلفاً من الأفاعي القاتلة. في إحدى المرات، بعد لدغة من كوبرا، دخل في غيبوبة استمرت أربعة أيام، لكنه لم يتراجع.
يقول فريدي في مقابلة مع CNN: “أعلم أنني أفعل شيئًا للبشرية، وأعيد شيئاً للعلم. هذا هو هدفي”.
لفتت تجربة فريدي أنظار عالم المناعة جاكوب غلانفيل، الذي قرر دراسة دمه لاكتشاف أسرار مقاومته للسموم. فريدي تبرّع بـ 40 مل من دمه، واستخدم الباحثون الأجسام المضادة الموجودة فيه إلى جانب مركّب دوائي يُدعى Varespladib لاختبار مفعوله ضد سم 19 نوعًا من الأفاعي.
نتائج مُذهلة
الترياق المجرّب قدّم حماية كاملة ضد 13 نوعاً، وحماية جزئية ضد الأنواع الأخرى، وهو إنجاز كبير مقارنةً بالترياقات التقليدية التي لا تنجح سوى مع نوع واحد من السم.
تُقدّر وفيات الأفاعي عالمياً بـ200 شخص يومياً، معظمهم في البلدان النامية. ويعاني أكثر من 400,000 شخص سنويًا من إعاقات دائمة بسبب لدغات الأفاعي، ما يجعل تطوير ترياق عالمي بمثابة ثورة في مجال الصحة العامة.
ويقول فريدي، الذي كان مولعًا بالأفاعي منذ طفولته: “أفعل ذلك لإحداث صدمة. أريد أن ألفت انتباه الناس إلى الكارثة الصامتة التي تسببها لدغات الأفاعي”.
في المرحلة القادمة، يخطط العلماء لاختبار الترياق على كلاب تعرضت للدغ، تمهيدًا لتوسيع الدراسة إلى تجارب بشرية في المستقبل.
ورغم تحذيرات الباحثين له من الاستمرار في تعريض نفسه للخطر، يعترف فريدي بأنه يفتقد لدغات الأفاعي أحيانًا، لكن ما يهمه أكثر هو أنه ساهم في مشروع علمي قد ينقذ أرواح الآلاف.