SWED24: في أول أيامه الرسمية في الفاتيكان، أطلق البابا الجديد ليو الرابع عشر إشارات واضحة تدل على أنه لن يلتزم الصمت في وجه السياسات التي يعتبرها مناقضة للتعاليم المسيحية، وعلى رأسها سياسات الهجرة المتشددة التي ارتبطت بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس.
البابا، واسمه الأصلي روبرت بريفوست، لم يخفِ سابقاً انتقاداته العلنية لتوجهات القيادة الأمريكية، حيث كتب في فبراير الماضي، قبل انتخابه للكرسي البابوي، منشوراً عبر منصة X (تويتر سابقاً) شارك فيه مقالاً بعنوان: “جي دي فانس مخطئ: يسوع لا يطلب منا تصنيف حبنا للآخرين”.
المقال كان ينتقد بشكل خاص تصريحات إدارة ترامب السابقة حول تنفيذ “ترحيلات جماعية” للمهاجرين غير النظاميين، في خطوة رآها كثيرون تمس مبادئ الرحمة الإنسانية.
“ألا ترون المعاناة؟”
في منشور آخر، أعاد البابا ليو نشر تغريدة تنتقد سياسات الهجرة الأمريكية، مرفقة بصورة مؤثرة لعائلة مهاجرة على الحدود، وكتب: “ألا ترون المعاناة؟ ألا يهزّ ذلك ضميركم؟”
هذه التصريحات أثارت اهتماماً واسعاً بعد إعلان انتخابه رسمياً يوم الخميس، إذ يُنظر إلى البابا الجديد على أنه امتداد لنهج البابا فرنسيس في الدفاع عن قضايا العدالة الاجتماعية، لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين والفقراء والمهمّشين.
من شيكاغو إلى الفاتيكان عبر ليما
البابا ليو الرابع عشر وُلد في مدينة شيكاغو الأمريكية، لكنه عاش لفترات طويلة في بيرو، ويحمل جنسيتها إلى جانب الأمريكية. وتُعرف عنه خلفيته التقدمية وتوجهه نحو قضايا أمريكا اللاتينية.
ويُتوقع أن يواصل، في منصبه الجديد، تسليط الضوء على قضايا الهجرة والعدالة، في وقت يشهد فيه العالم صراعات اجتماعية وإنسانية متصاعدة، خصوصًا في ما يتعلق بحقوق اللاجئين.
في يومه الأول، سيترأس البابا الجديد قداساً في الفاتيكان، حيث سيلتقي مجدداً بالكاردينالات الذين منحوه ثقتهم خلال جلسات المجمع المغلق (الكونكلاف).