SWED24: أعلنت الشرطة السويدية، اليوم أنها ستعقد مؤتمراً صحافياً، يوم غد الجمعة، لتقديم معلومات جديدة تتعلق بالجريمة المروّعة التي وقعت في مدرسة “كامبوس ريسبيرغسكا” بمدينة أوربرو في الرابع من فبراير الماضي.
الجريمة التي نفذها ريكارد أندرسون أودت بحياة عشرة أشخاص قبل أن يقدم الجاني على الانتحار داخل الحرم المدرسي، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها نظام التعليم في السويد في العصر الحديث.
ووفق بيان الشرطة، فإن المؤتمر سيشهد عرضاً مرئياً وموسعاً لتسلسل الأحداث التي سبقت الهجوم وأثنائه، بالإضافة إلى استنتاجات التحقيق فيما يتعلق بخلفية الجاني ودوافعه المحتملة.
ويشارك في المؤتمر عدد من القيادات الأمنية البارزة، من بينهم هنريك دالستروم رئيس فريق التحقيق، وباتريك أونغسيتر رئيس شرطة إقليم بيرغسلاجن، إلى جانب نيكلاس هالغرن نائب رئيس الشرطة في المنطقة ذاتها. الشرطة أوضحت أن الهدف من اللقاء هو تقديم “صورة مجمعة ومرئية” لما جرى، بما يشمل جوانب لم تُكشف سابقًا للرأي العام.
الهجوم الذي وقع داخل المدرسة لم يسفر فقط عن سقوط عشرة ضحايا، بل أيضاً عن إصابة ستة أشخاص آخرين، اثنان منهم غادروا المستشفى هذا الأسبوع فقط بعد أكثر من ثلاثة أشهر من العلاج والرعاية.
وأثارت القضية وما زالت تثير تساؤلات عميقة حول ما إذا كانت هناك إشارات تحذيرية تم تجاهلها، أو ثغرات في نظام الرعاية النفسية والتعليمية قد تكون أسهمت في وصول الوضع إلى هذه النهاية الكارثية.
الشرطة التزمت خلال الأشهر الماضية بالصمت تجاه تفاصيل مهمة في التحقيق، ما زاد من حالة الترقب لدى الرأي العام، خاصة في ظل الغموض الذي لا يزال يلف دوافع الجاني وما إذا كان قد أظهر سلوكاً مقلقاً قبل الجريمة. ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الجريمة قد تم التخطيط لها مسبقاً، أو إذا كان الجاني يعاني من اضطرابات نفسية معروفة لدى السلطات أو المؤسسة التعليمية.
في الوقت نفسه، تصاعدت الأصوات المطالبة بمساءلة مؤسسات الدولة المعنية عن مدى جاهزيتها في التعامل مع الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو نفسية، وعن فعالية التدخلات الوقائية في بيئات التعليم الثانوي والجامعي. كما برزت دعوات لتشديد الإجراءات الأمنية داخل المدارس، وتوفير آليات إنذار مبكر أكثر فاعلية.
مؤتمر اليوم يُنظر إليه على أنه لحظة فارقة في مسار التحقيق، وفرصة للشرطة لتقديم إجابات حول جريمة تركت جرحًا عميقًا في المجتمع السويدي بأكمله. ومع أن الجاني أنهى حياته، إلا أن أسئلة المسؤولية والحماية والوقاية تبقى مفتوحة، في انتظار أن يحمل هذا المؤتمر بعضًا من الوضوح الذي طال انتظاره.