SWED24: بعد سبعة أسابيع من الاحتجاز في أحد السجون التركية، عاد الصحفي السويدي يواكيم مدين إلى بلاده، حيث ظهر علناً للمرة الأولى ليروي تفاصيل اعتقاله وظروف احتجازه. مدين، الذي أوقفته السلطات التركية في 27 مارس الماضي عند دخوله البلاد، تحدث اليوم بحرية بعد أن عاش في عزلة داخل زنزانة انفرادية في سجن عالي الحراسة خارج إسطنبول.
وقال مدين أمام الصحفيين: “منذ اليوم الأول كنت أفكر في ما سأقوله حين أصل إلى هذه اللحظة”.
وأضاف: “كلماتي هي: لتحيا الحريّة – حريّة الصحافة، حريّة التعبير وحرية التنقل”.
خلال فترة اعتقاله، أقام مدين في قسم مخصص للمعتقلين السياسيين، حيث كوّن علاقات غير مباشرة مع شخصيات بارزة مثل رئيس بلدية إسطنبول المسجون، والسياسي البارز عثمان كافالا، الذي أرسل له كتباً ووصفات طعام.
يقول مدين: “كان من العبث أن أدرك أن هذا يحدث لي شخصياً”.
يعتقد يواكيم أن احتجازه كان له بُعد سياسي مرتبط بمسار انضمام السويد إلى حلف الناتو، مشيراً إلى أن تقاريره الصحفية السابقة قد أثارت غضب السلطات التركية، وجرى تفعيل مذكرة توقيف بحقه عند دخوله البلاد، فيما يبدو أنه رسالة من أنقرة، كما وصفها.
وأشاد بالدعم الذي تلقاه من البرلمان الأوروبي، ومنظمات الدفاع عن حرية الصحافة، وجهود المحامين والإعلام السويدي. لكنه أشار أيضاً إلى أن التوقيت لم يكن عشوائياً: “أُفرج عني في نفس اليوم الذي أُطلق فيه سراح العديد من المعتقلين الأكراد، وفي ذات الوقت الذي اجتمع فيه وزراء الخارجية في أنطاليا”.
بشكل مفاجئ، وصله قرار الإفراج أثناء ممارسته التمارين الرياضية في زنزانته.
وقال، موضحاً: “دخل الحارس وقال كلمة لم أفهمها. استعنت بجاري في الزنزانة ليفسر لي، فقال إن الكلمة تعني ’الإفراج‘”. وبعد سلسلة إجراءات روتينية واستجواب أخير تضمن أسئلة عن رأيه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سُلّم له جواز سفره وتذكرة سفر، وعاد إلى السويد.
ومع أنه حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 11 شهراً و20 يوماً بتهمة إهانة الرئيس أردوغان، إلا أن التهم الأخطر، المتعلقة بعضويته المزعومة في تنظيم إرهابي ونشر دعاية إرهابية، ستُعرض أمام المحكمة في جلسة مرتقبة في سبتمبر المقبل. ويتوقع محاموه أن تستمر الإجراءات القضائية لسنوات.
وأكد مدين، قائلاً: “عليّ الآن أن أكون حذراً بشأن البلدان التي أزورها. لكنني لن أتوقف عن تغطية الشأن التركي، وسأواصل عملي الصحفي داخل السويد وخارجها”.