مقال رأي/ مقالات الرأي في SWED 24 تعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن SWED 24
مقدمة: في خضم ما يعيشه المسلمون في السويد من ضغوط متزايدة، وتحديات قانونية، وتشويه إعلامي ممنهج، يطرح المواطن المسلم تساؤلًا بسيطًا لكنه عميق التأثير: أين هي السفارات العربية والإسلامية؟ ولماذا يبدو حضورها في حياة الجالية أشبه بالظل، موجود لكنه لا يُحدث فرقًا؟
غياب يثير القلق
تمر السنوات، وتتكرر الاعتداءات اللفظية والمادية، وتُصعَّد الحملات السياسية ضد الجمعيات الإسلامية والمدارس الدينية، بينما تواصل السفارات العربية والإسلامية في السويد الوقوف على هامش الحدث. لا مواقف، لا زيارات تضامنية، لا دفاع معنوي، ولا حتى بيانات رمزية تحفظ ماء الوجه.
في المقابل، نرى السفارات الغربية — وبشكل خاص السفارة الإسرائيلية — لا تتوانى عن دعم جاليتها، والدفاع العلني عن حقوق الأقلية اليهودية، حتى في أصغر التفاصيل. فأين هو التوازن؟ ولماذا هذا الغياب العربي والإسلامي المريب؟
ليست خيانة… بل مسؤولية
القول بأن فتح جسور بين السفارات وأبناء الجاليات المسلمة قد يُفهم سياسيًا، هو تبرير مرفوض. الدعم المعنوي والثقافي والحقوقي لا يعني الانحياز إلى تيار أو موقف، بل هو واجب دبلوماسي وإنساني. هو إشارة إلى أن للمسلمين في الشتات من يراهم، يسمعهم، ويقف معهم.
الصورة النمطية: المسلم الصامت
ثمة من يروّج داخل الأوساط الدبلوماسية الغربية لفكرة “نجاح الاندماج” عندما يصمت المسلم. لكن هذا الصمت لا يعني الاندماج بقدر ما يعني الإقصاء. وعندما تصمت السفارات العربية والإسلامية أيضًا، فإنها تسهم في ترسيخ هذا النموذج البائس.
الاحتفالات لا تكفي
دعوة بعض رموز الجالية إلى حفلات اليوم الوطني لا تعني وجود علاقة حقيقية. العلاقات تُبنى على الثقة، الشراكة، والدعم المتبادل. فهل باتت الابتسامة الدبلوماسية والصورة التذكارية هي كل ما تبقى من مفهوم “الدعم الرسمي”؟
المطلوب الآن
المجتمع المدني المسلم في السويد يواجه معركة بقاء قانونية وثقافية، ويحتاج إلى حلفاء لا يخشون من رفع الصوت حين تُنتهك الحقوق. آن الأوان لأن تدرك السفارات العربية والإسلامية أنها ليست مجرد ممثليات سياسية، بل جسور روحية ومعنوية مع من يمثلون امتدادًا لأوطانهم.
الخاتمة: لن نصمت.
سنتحدث، ونكتب، ونحاور. لا دفاعًا عن طائفة أو دين فقط، بل عن الحق في الوجود، في الكرامة، في الشراكة.
الصمت لم يعُد مقبولًا…
فإما أن تكونوا معنا، أو أن تعلنوا صراحة أنكم تفضلون الغياب.