SWED24: في تصريح ناري هو من بين الأشد منذ مغادرته البيت الأبيض، حذر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن من أن علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين تمر بمنعطف خطير يهدد بانهيارها الكامل، موجهاً انتقادات لاذعة لخلفه في المنصب، الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وجاءت تحذيرات بايدن في مقابلة مطوّلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، حيث وصف توجهات إدارة ترامب الخارجية بأنها “ستغير التاريخ الحديث للعالم”.
بايدن: “هذه ليست أمريكا التي نعرفها”
بايدن، الذي غادر منصبه في يناير الماضي، عبّر عن صدمته من الطريقة التي تعاملت بها إدارة ترامب مع حلفاء واشنطن، مشيراً بشكل خاص إلى محاولات ترامب المثيرة للجدل للسيطرة على جزيرة غرينلاند من الدنمارك، وتلميحاته بجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51، فضلاً عن طرح مسألة استعادة قناة بنما.
وقال بايدن بغضب واضح: “ما الذي يحدث بحق الجحيم؟ أي رئيس يتحدث بهذه الطريقة؟ هذه ليست أميركا. نحن نمثل الحرية، الديمقراطية، والفرص لا المصادرة والانتهازية”.
انتقادات لمقترح تجميد حدود أوكرانيا
بايدن وجّه أيضاً انتقاداً شديداً لموقف الإدارة الأميركية الحالية حيال الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما ما تردد عن استعداد واشنطن للقبول بـ”تجميد” النزاع عند خطوط التماس الحالية، وهو اقتراح تقدم به نائب الرئيس الحالي جي دي فانس.
ووصف بايدن الفكرة بأنها “تنازل عصري” شبيه بسياسة التهدئة التي اتبعها رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين تجاه أدولف هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، محذراً من أن أوروبا قد تفقد الثقة في التزام الولايات المتحدة بأمنها وقيادتها العالمية.
ترامب: “روسيا يجب أن تتخلى عن أوكرانيا بأكملها”
وفي تناقض صارخ، صرّح الرئيس ترامب في مقابلة حديثة مع شبكة NBC بأن روسيا “يجب أن تتخلى عن أوكرانيا بأكملها”، مدعياً أن تدخله الشخصي حال دون احتلال روسي شامل.
وقال ترامب: “لو لم أتدخل، لكانت روسيا الآن تقاتل للسيطرة على كامل أوكرانيا. نحن قريبون جداً من اتفاق مع أحد الطرفين، ولن أقول من هو”.
ورغم التصريحات المتضاربة، لم تؤكد البيت الأبيض رسمياً أية تفاصيل بشأن ما إذا كانت واشنطن تفكر في الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم أو المناطق المحتلة الأخرى.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس يشهد تصاعداً في التوتر بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، وسط تغيرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية بقيادة ترامب، وتخوفات متنامية في أوروبا من انسحاب واشنطن من دورها القيادي التقليدي.