SWED24: أثارت شركة المثلجات الأمريكية الشهيرة Ben & Jerry’s موجة جديدة من الجدل السياسي والإعلامي بعد إصدارها بياناً وصفته وسائل إعلام بأنه “جريء وصادم”، اعتبرت فيه ما يجري في قطاع غزة “إبادة جماعية”، ما يُنذر بتصعيد الخلاف القديم بينها وبين شركتها الأم Unilever.
في بيان رسمي نُشر عبر قنوات الشركة، قالت إدارة Ben & Jerry’s: “نؤمن بحقوق الإنسان وندعو للسلام، وننضم إلى من حول العالم الذين يُدينون الإبادة الجماعية في غزة”.
وأضاف البيان بلغة لا تخلو من التحدي: “نقف مع كل من يرفع صوته ضد ما يحدث من موقّعي العرائض، إلى المتظاهرين في الشوارع، إلى أولئك الذين يخاطرون بالاعتقال”.
هذا التصريح الذي تكرّر فيه وصف ما يحدث بـ”الإبادة الجماعية”، أثار ردود فعل متباينة، ليس فقط من الرأي العام، بل أيضاً من داخل الهيكل الإداري للشركة الأم Unilever، التي سارعت إلى النأي بنفسها عن التصريح.
وجاء في تعليق رسمي للشركة الأم: “Ben & Jerry’s لا تتحدث باسم Unilever أو تمثل مواقفها السياسية”.
خلاف قديم يتفاقم
الخلاف بين Ben & Jerry’s وUnilever ليس جديداً. إذ تصاعدت التوترات منذ عام 2021، عندما بدأت الشركة في اتخاذ مواقف سياسية صريحة، خصوصاً تجاه الحرب في غزة والسياسات الأمريكية.
وفي مارس الماضي، زعمت Ben & Jerry’s أن المدير التنفيذي السابق للشركة، ديفيد ستيفر، أُقيل بسبب ما وصفته بـ”نشاطه السياسي”، ما اعتُبر محاولة لكبح حرية التعبير داخل الشركة.
وفي تطور لاحق، رفعت Ben & Jerry’s دعوى قضائية ضد Unilever، متهمة الشركة الأم بمحاولة إسكات صوتها السياسي والحد من استقلاليتها.
توجه نحو الاستقلال الكامل
على خلفية هذا الصراع، تعمل Ben & Jerry’s حالياً على فصل نشاطها التجاري عن Unilever، في خطوة تهدف إلى التحول إلى كيان مستقل إداريًا وماليًا، يُمكنه مواصلة العمل كمشروع تجاري ذي طابع اجتماعي ناشط.
ويُذكر أن أحد مؤسسي الشركة، بن كوهين، واجه هذا العام متاعب قانونية في مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب احتجاجه العلني ضد الحرب في غزة، وهو ما أضفى مزيدًا من التعقيد على العلاقة بين النشاط السياسي والتجاري في الشركة.