SWED24: في خطوة قد تُحدث اضطراباً كبيراً في قطاع الرعاية الصحية الأوروبي، يواجه مركب الإيثانول، المكوّن الرئيسي في معقمات اليدين، خطر الحظر من قبل الاتحاد الأوروبي. القرار لا يزال في مراحله التمهيدية، لكنه أثار بالفعل قلقاً واسعاً لدى الأطباء والخبراء، وعلى رأسهم الطبيب السويدي لارس روكسين، المتخصص في التخدير والعناية المركزة في مستشفى أورنشولدسفيك، الذي وصف سيناريو حظر الإيثانول بأنه “كارثة صحية”.
الإيثانول، وهو مادة كحولية طيّارة سريعة التبخر، يُعد العمود الفقري في عمليات التعقيم داخل المستشفيات، ويُستخدم على نطاق واسع في محاربة الفيروسات والبكتيريا، خصوصاً في بيئات مثل غرف العمليات ووحدات العناية المركزة. خلال جائحة كورونا، تحوّل إلى مادة أساسية في الحياة اليومية للسويديين وسكان العالم أجمع، وارتبط اسمه مباشرة بالنظافة والسلامة.
لكن تقريراً قُدِّم من اليونان إلى هيئة التقييم الأوروبية، فتح الباب أمام احتمالية تصنيفه كمادة مسرطنة، وهو ما قد يؤدي إلى تقييده أو منعه مستقبلاً. ومن المقرر أن تدرس لجنة خبراء تابعة للاتحاد الأوروبي الأمر في الخريف القادم، ضمن عملية قد تستغرق عامين على الأقل قبل إصدار أي قرار نهائي.
الطبيب لارس روكسين لا يخفي قلقه: “إن اختفى الإيثانول فجأة من أنظمة الرعاية الصحية، فلن يكون بمقدورنا السيطرة على العدوى أو التعامل مع الأمراض المعدية. ما من بديل فعّال ومأمون حتى الآن”.
وأضاف: “الوحدات الصحية التي تواجه أمراضاً مثل الإنفلونزا أو فيروسات الشتاء ستصبح غير قابلة للإدارة، ناهيك عن مواجهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية”.
القلق لا يقتصر على الأطباء. فوفقاً لكريستينا نايمرت كارني، خبيرة الكيميائيات في منظمة IKEM الصناعية، فإن الحظر المحتمل قد يضع قطاعات بأكملها في مأزق: “الإيثانول مادة مثبتة وفعّالة وقد أثبتت كفاءتها لعقود. استبدالها ببدائل كيميائية قد تكون أكثر سمّية هو أمر خطير ومعقد”.
بدورها، تؤكد مصلحة المواد الكيميائية السويدية (Kemikalieinspektionen) أنها تتابع القضية عن كثب، مشيرة إلى أن القرار لن يصدر قبل مرور عامين على الأقل. لكن حالة الترقب والقلق سادت بالفعل بين المختصين، وسط مطالبات من الأوساط الطبية والحكومية في السويد بالتحرك للحيلولة دون صدور قرار قد يُربك أساسيات الرعاية الصحية الأوروبية.