SWED24: في مبادرة إنسانية فريدة ذات طابع رمزي عميق، أعلنت منظمة “كاريتاس” الخيرية عن تحويل إحدى سيارات البابا فرنسيس، التي استخدمها خلال زيارته إلى مدينة بيت لحم عام 2014، إلى عيادة متنقلة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لأطفال قطاع غزة، الذين يعانون أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة الحرب المستمرة.
المركبة، التي رافقت الحبر الأعظم خلال استقباله لحشود المصلّين، يُجرى تجهيزها حالياً بأجهزة طبية وأدوية ومستلزمات طوارئ، وتشمل:
- أدوات للفحص الطبي السريع
- معدات خياطة الجروح
- أسطوانات أكسجين
- لقاحات وثلاجة لحفظ الأدوية
وذكرت “كاريتاس” أن هذه الخطوة تأتي بناءً على “أمنية البابا الأخيرة من أجل أطفال غزة”، كما ورد في بيان صادر عن الفاتيكان بعد وفاته في الشهر الماضي.
سيارة رمزية تتحوّل إلى أداة إنقاذ
السيارة لا تزال في بيت لحم، وتنتظر فتح ممر إنساني يسمح بدخولها إلى قطاع غزة. وحتى حينه، تستعد المنظمة لنقل الطاقم الطبي والسائق، وتجهيز الحماية اللوجستية للعيادة المتنقلة، في ظل مخاوف من استهدافها أو تعرضها لانفجارات.
وصرّح بيتر برونه، الأمين العام لكاريتاس السويد، قائلاً: “ليست مجرد سيارة، بل رسالة بأن العالم لم ينس أطفال غزة”، وأكد على أن المبادرة تهدف للوصول إلى الأطفال الذين لا يتلقون أي رعاية طبية بسبب الحصار وانهيار النظام الصحي في القطاع.
أزمة إنسانية خانقة
وبحسب تقارير “اليونيسف”، فقد أسفرت الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 15,000 طفل، وتشريد ما يقرب من مليون شخص، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين.
تقول الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها: “العائلات تكافح من أجل البقاء… لا غذاء، لا ماء نظيف، لا دواء”.
ومن المقرر أن يضم فريق العيادة المتنقلة أطباء متخصصين في طب الأطفال، إلى جانب ممرضين مدربين على التعامل مع حالات الحرب وسوء التغذية.
خلال فترة بابويته، أعرب البابا فرنسيس مراراً عن قلقه الشديد تجاه الوضع في غزة، واتصل بأبناء الرعية فيها مراراً خلال الحرب للاطمئنان عليهم، ودعا في خطاباته إلى وقف فوري لإطلاق النار، معربًا عن تضامنه مع ضحايا الحرب من الجانبين.
وفي عيد الفصح الأخير، قال:”الوضع في غزة مخزٍ… دعونا لا ننسى الأطفال الذين يعانون وحدهم وسط ركام الصمت الدولي”.