SWED24: في تحرك مفاجئ وحازم، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جميع الدول التي تجري مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة إلى تقديم أفضل عروضها التفاوضية قبل حلول يوم الأربعاء القادم. ويأتي ذلك وفقا لوثيقة رسمية صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، اطلعت عليها وكالة “رويترز”.
وبحسب الوثيقة، تطالب إدارة ترامب الدول الشريكة في المفاوضات بتقديم مقترحاتها النهائية في مجالات رئيسية، تشمل الرسوم الجمركية، وحصص الاستيراد، وزيادة شراء السلع الصناعية والزراعية الأمريكية، إضافة إلى خطط واضحة لإزالة ما تُعدّه واشنطن “عوائق تجارية غير عادلة”.
كما شملت المطالب التزامات جديدة بشأن التجارة الرقمية وتعزيز الأمن الاقتصادي، وهو ما يعكس اتجاهاً أمريكياً أكثر تشدداً في إعادة تشكيل خارطة التجارة العالمية لصالح الصناعة المحلية.
مهلة حاسمة بعد “يوم التحرير”
في العاشر من أبريل، أعلن ترامب تعليق غالبية الرسوم الجمركية التي فرضها سابقاً، فيما سماه “يوم التحرير”. ومنذ ذلك الحين، دخلت الولايات المتحدة في مفاوضات مع عدد من الدول على أمل إبرام اتفاقات جديدة، لكن وتيرة التقدم لم تكن على مستوى التطلعات الأمريكية.
الآن، ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب شخصياً، تُحذر الوثيقة من أن واشنطن سترد فقط على العروض التي تُقدَّم في الوقت المحدد، وربما بعروض مضادة تشمل تخفيضات أو زيادات متبادلة في الرسوم الجمركية.
غموض حول الأطراف المشاركة
لم يُفصح البيت الأبيض حتى الآن عن قائمة الدول التي تخوض هذه المفاوضات، لكن تقارير سابقة أشارت إلى أن دولاً مثل الاتحاد الأوروبي، واليابان، والهند، وفيتنام تُعد من بين الأطراف الرئيسية التي تحاول التوصل إلى اتفاقات ثنائية جديدة مع الولايات المتحدة.
في تصريحات إعلامية سابقة، استخدم ترامب لغة مثيرة للجدل، مدعياً أن “الدول تتوسل إليه” لعقد اتفاقات تجارية، قائلاً حرفيًا: “يتصلون بي ويُقبّلون مؤخرتي من أجل اتفاقات جديدة”.
اتفاق واحد حتى الآن
رغم التصعيد اللفظي والتحركات السريعة، فإن الاتفاق التجاري الوحيد الذي أبرمته إدارة ترامب حتى الآن هو مع المملكة المتحدة، فيما لا تزال المفاوضات الأخرى تراوح مكانها.
المراقبون يرون أن أسلوب ترامب يُجسد منهج “الضغط من أجل التنازل”، وقد يؤدي إما إلى تسريع وتيرة التفاهمات، أو إلى مزيد من التوترات التجارية العالمية، خاصة إذا لم تُلبِّ الدول المهلة المعلنة.