SWED24: يثير توقيت إطلاق سراح الصحفي السويدي يواكيم مدين من السجون التركية، بعد اعتقال دام 51 يوماً، علامات استفهام عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصاً بعد أيام فقط من مداهمة نفذها جهاز الأمن السويدي (سابو) أسفرت عن اعتقال السياسي الكردي السويدي شيّار علي ودبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية، بتهمة “التعامل غير المشروع مع معلومات سرية”.
الصحفي مدين، الذي أفرج عنه يوم الجمعة، كان قد اعتُقل لدى وصوله إلى تركيا لتغطية الاحتجاجات المؤيدة للمعارضة، واتُّهم بالارتباط بمنظمة الـPKK وتصريحات مسيئة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في المقابل، جاءت مداهمة سابو يوم الأحد 11 مايو، حيث جرى اعتقال شيّار علي، المعروف بعلاقاته مع الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا ودبلوماسي سويدي رفيع، يُعتقد أنه سبق وقدم إفادة لصالح علي في محاكمة سابقة.
“صفقة خفية”
رغم تأكيد السلطات السويدية على عدم وجود أي صلة بين القضيتين، تزايدت التكهنات حول “صفقة خفية” مع أنقرة.
وصرّحت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد، قائلة: “لم تحدث أي عملية تبادل أو تقديم تنازلات لتركيا. أؤكد أن الأمرين منفصلان، رغم التشابه الظاهري في التوقيت”.
ومع ذلك، فإن حالة التشكيك لم تهدأ، لا سيما بين أوساط الجالية الكردية في السويد. يقول الكاتب والمفكر الكردي السويدي كوردا باكسي: “الفارق الزمني القصير بين المداهمة والإفراج يثير القلق، خصوصاً في ظل التقارير الإعلامية التركية التي تحدثت عن القضية بتفاصيل ملفتة منذ الساعات الأولى”.
وكان شيّار علي قد ساعد في عام 2015 بالإفراج عن الصحفي نفسه من سجون النظام السوري. وتتهم تركيا علي بمحاولة تمويل منظمة مرتبطة بالأكراد السوريين، رغم أن القضية انتهت بتبرئته لكون الأموال كانت موجهة لمساعدات إنسانية، حسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
الخبير في الشأن التركي بول ليفين من جامعة ستوكهولم أبدى استغرابه هو الآخر من التزامن الزمني، قائلاً: “لا توجد أدلة مؤكدة على وجود رابط، لكن من الصعب تجاهل الشعور بأن هناك ما يستحق التوقف عنده، خاصة مع حساسية العلاقات السويدية التركية في مرحلة ما بعد مفاوضات الناتو”.
في ظل هذه التفاعلات، يظل الغموض سيد الموقف، وتبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كانت السويد قد دخلت في لعبة توازنات جيوسياسية دقيقة خلف الكواليس، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والمحلية بشأن التوازن بين الأمن القومي وحرية الصحافة وحقوق الأقليات.