SWED24: في الوقت الذي تتسابق فيه الدول الإسكندنافية لتقليل استخدام النقد، اختار التقني الفنلندي والمحاضر في التكنولوجيا لينوس نيومان أن يسبح عكس التيار، عبر خوض تجربة غير معتادة: العيش لمدة عام كامل باستخدام النقود فقط، من دون أي بطاقات مصرفية أو وسائل دفع رقمية.
تجربته بدأت مع بداية العام الحالي، لكنها اصطدمت بتحديات غير متوقعة، خاصة أثناء زيارته إلى السويد.
يقول نيومان في لقاء مع برنامج ” بعد الخامسة”: “لو كنت أعلم أنني ذاهب إلى السويد، لكنت أخرت تنفيذ الفكرة.أنتم بحاجة إلى لافتة في مطار آرلاندا تقول: ’بلد خالٍ من النقود!‘”.
تجربة أسهل في فنلندا
ورغم أن الدولتين تعتبران من الروّاد في التحول إلى الدفع الرقمي، يقول نيومان إن فنلندا ما زالت أكثر مرونة: “واجهت أربع متاجر فقط هذا العام رفضت قبول النقود في فنلندا. أما في السويد، فالموضوع مختلف تماماً”.
ورغم التحديات، لا يخلو أسلوب حياته النقدي من فوائد اجتماعية. إذ يوضح أنه بات يتلقى نصائح من الناس حول أماكن ما زالت تقبل النقود، ويقول ضاحكاً: “الآن أعرف بعض الأماكن الغريبة التي لا تزال تتعامل نقداً”.
رسالة ضد الرقابة الرقمية
تجربة نيومان لا تهدف فقط لاختبار حدود الممكن في مجتمع رقمي، بل تحمل رسالة احتجاج ضد المراقبة الرقمية وجمع البيانات.
يوضح نيومان قائلاً: “يقول البعض إنهم لا يخفون شيئاً، لذا لا يمانعون في ترك أثر رقمي. ولكن هل يعني هذا أن نترك باب الحمام مفتوحاً لأننا ’أنقياء اليد‘؟!”.
ويضيف: “ما نعتبره ’طبيعياً‘ على الإنترنت أصبح مقلقاً. نحن نعيش حياتنا الرقمية بشفافية مفرطة، لكن المستفيد الوحيد من ذلك هم الشركات التي تجمع بياناتنا وتربح منها”.
نيومان يأمل أن تُساهم تجربته في إثارة نقاش عام حول حقوق الخصوصية الرقمية، والتساؤل: من يملك بياناتنا؟ ولماذا نمنحها بسهولة؟
يقول نيومان: “يجب أن نعيد التفكير فيما أصبح طبيعياً. فليس من الطبيعي أن تراقَب كل خطواتنا، حتى وإن لم نكن نرتكب شيئاً خاطئاً”.