SWED24: شهدت العلاقات بين الدنمارك والولايات المتحدة توتراً غير مسبوق بعد تقارير أفادت بنيّة واشنطن تكثيف أنشطة التجسس على جزيرة غرينلاند، التابعة للتاج الدنماركي، ما دفع الحكومة الدنماركية إلى التواصل الرسمي مع الإدارة الأمريكية للتعبير عن رفضها القاطع.
وبحسب تقرير نشرته The Wall Street Journal، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز أنشطتها الاستخباراتية في غرينلاند، وسط اهتمام متزايد بالمنطقة لأسباب استراتيجية واقتصادية. وقد أثارت هذه الأنباء ردود فعل حادة من كوبنهاغن، حيث اعتبرت السلطات الدنماركية أن مثل هذه الخطط “غير مقبولة” في العلاقة بين حلفاء.
“لا يمكن التجسس على الحلفاء”
رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، أكدت خلال مؤتمر صحفي: “هذه شائعات وردت في صحيفة دولية، وقد تواصل وزير خارجيتنا بالفعل مع الولايات المتحدة بشأنها. من البديهي أنه لا يمكن التجسس على دولة حليفة”.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكا راسموسن، على أن كوبنهاغن بعثت برسالة واضحة لواشنطن، عبر السفارة الأمريكية، مفادها أن “شؤون المملكة الداخلية تخص المملكة وحدها”.
وأضاف: “نحن لا نعتبر أنفسنا مجرد حليف قريب من الولايات المتحدة، بل نحن بالفعل كذلك. ولهذا، لا يمكن القبول بأي شكل من أشكال التجسس المتبادل بين الأصدقاء”.
تهديدات مستمرة… وتصريحات مثيرة للجدل من ترامب
وبينما تتصاعد الأزمة، تظل التهديدات الأمنية قائمة. ووفقًا لجهاز الاستخبارات الدنماركي (PET)، فإن مستوى التهديد بالتجسس ارتفع بشكل واضح منذ نشر تقرير الصحيفة الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصريحات سابقة مثيرة للجدل من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لم يُخفِ رغبته في ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الجزيرة تمثل “أهمية قصوى للأمن القومي الأمريكي”. وذهب إلى حد التلميح إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية للسيطرة عليها، عبر منشورات نشرها على منصته Truth Social.
الوجود العسكري الأمريكي في غرينلاند ليس جديداً
يُذكر أن الولايات المتحدة تمتلك وجوداً عسكرياً كبيراً في غرينلاند بموجب اتفاق دفاعي أُبرم عام 1951 مع الدنمارك، يمنح واشنطن الحق في إنشاء قواعد عسكرية والحفاظ عليها على أراضي الجزيرة.
لكن الاتهامات بالتجسس إن ثبتت صحتها، فإنها تُهدد بإحداث شرخ دبلوماسي بين البلدين في وقت حساس يشهد تصاعداً في التوترات الجيوسياسية في القطب الشمالي.