SWED24: أثار كشف تعاون الصحفي السويدي بير بيرغفوش نيبيرغ مع قناة TRT World التركية، المقرّبة من النظام الحاكم، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية السويدية، واتهامات بـ”المسّ بمصداقية” راديو السويد الذي يعمل لصالحه حالياً.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة Bulletin، عمل بيرغفوش نيبيرغ، وهو صحفي معروف بمشاركاته في برامج مثل Studio Ett وGodmorgon världen وLördagsintervjun، بشكل حرّ مع قناة TRT World خلال عامي 2023 و2024، وهي قناة تُوصف بأنها ناطقة بلسان الحكومة التركية.
الناشط السياسي والكاتب السويدي-الكردي، كوردا باكسي، كان من بين أبرز المنتقدين لهذا التعاون، معتبراً أن استضافة نيبيرغ في مؤسسة إعلامية مرموقة كـ راديو السويد، تُقوّض استقلالية الصحافة السويدية.
وقال باكسي لصحيفة Bulletin: “بينما يقبع الصحفي السويدي يواكيم مدين في سجون تركيا لأنه أراد ممارسة صحافة حرة، يمنح زميل له اسمه ووجهه لقناة تُكبّل العمل الصحفي”، مطالباً راديو السويد بإنهاء تعاونه مع بيرغفوش نيبيرغ فوراً.
مقارنة بقنوات دعائية
من جانبه، شبّه بول ليفين، مدير مركز الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم، قناة TRT World بقنوات دعائية مثل RT الروسية، مشيراً إلى أن وصفها بأنها وسيلة إعلام حكومية هو “تبسيط مفرط” للواقع، إذ تمارس القناة “دعاية ممنهجة”.
في المقابل، دافع المسؤول في راديو السويد، ماتس روندبلاده، عن استمرار التعاقد مع الصحفي، قائلاً إنه لم يكن على علم بتعاونه السابق مع TRT World، لكنه حتى لو علم بذلك “لن يغيّر موقفه”.
ز كتب روندبلاده في رسالة إلكترونية لـExpressen: “بير صحفي موهوب، ولدينا ثقة كاملة في عمله”.
وأضاف أن الصحفيين المستقلين يجب أن يكون لديهم حرية البحث عن فرص عمل متنوعة لتأمين معيشتهم، مؤكداً أن نيبيرغ يعمل الآن بعقد حصري مع المؤسسة منذ أكتوبر 2024.
من جهته، دافع الصحفي المعني عن نفسه قائلاً إنه عمل خلال مسيرته الممتدة لأكثر من 25 عاماً مع العديد من المؤسسات في السويد وخارجها، دائمًا بـ”أقصى درجات النزاهة والاستقلالية المهنية”.
ورغم محاولات التهدئة من الطرف الرسمي، لا يبدو أن الجدل حول حدود الحياد والاستقلال الإعلامي، خاصة في المؤسسات العامة، سينتهي قريباً في السويد.