SWED24: يبدو أن الدولار الأمريكي، الذي ظل لعقود العملة العالمية المهيمنة، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة قد تُفضي إلى أزمة تهز الاقتصاد العالمي، وفقاً لتحذير أطلقه الخبير الاقتصادي الشهير والبروفيسور في جامعة هارفارد “كينيث روغوف”.
في مقابلة مع صحيفة Dagens Nyheter السويدية، شبّه روغوف المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم بتلك التي أطاحت بالإمبراطورية الرومانية: “أكبر التهديدات لا تأتي من الخارج، بل من الداخل”، مشيراً إلى العجز الفيدرالي المتفاقم والديون العامة المتصاعدة.
الدولار… في مهب العاصفة
بحسب روغوف، لم يعد من الممكن إنكار تراجع هيمنة الدولار خلال العقد الماضي، حيث بدأت الصين ودول أخرى تحاول الخروج من “نظام الدولار”، في مساعٍ للحد من النفوذ الأمريكي المالي والعقوبات الاقتصادية المرتبطة به.
ورغم أن 90% من عمليات التداول المالي العالمي لا تزال تمر بالدولار، فإن هذا الوضع لم يعد محصناً كما كان. حتى مؤشرات السوق بدأت تعكس هذا التراجع؛ فمع ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بدأ الدولار يفقد جزءاً من قيمته.
ترامب يسرّع الانهيار
يشير روغوف إلى أن السياسات الاقتصادية التي يتبناها الرئيس الحالي دونالد ترامب قد تُعجّل من هذا التدهور. فالحروب التجارية، والسياسات الضريبية المتهورة، والمقترحات الجديدة غير الممولة، كلها تعكس فقدان السيطرة على المالية العامة الأمريكية.
وقال روغوف إن المستثمرين الدوليين بدأوا بالفعل في “التخلي التدريجي” عن الدولار، مرجحاً حدوث أزمة اقتصادية أمريكية خلال أقل من خمس سنوات، ما لم تُتخذ تدابير تصحيحية عاجلة.
فرصة استراتيجية لأوروبا
في المقابل، يرى روغوف أن تراجع الدولار قد يشكل “فرصة ذهبية لأوروبا” لتعزيز مكانة اليورو كعملة احتياط عالمية.
ويضيف: “إذا نجحت أوروبا في ذلك، ستحصل على امتيازات مالية مهمة، مثل انخفاض تكاليف الاقتراض وزيادة الاستقلال الجيوسياسي”.
كما لا يستبعد أن تتعزز مكانة اليوان الصيني، وحتى العملات الرقمية، في ظل تزايد المعاملات خارج النظام المالي الرسمي العالمي.
بينما يشكك البعض في إمكانية استبدال الدولار، يؤكد روغوف أن العالم يتجه نحو نظام مالي متعدد الأقطاب، مع عدة عملات رئيسية بدلاً من عملة واحدة مهيمنة.
ويختم بالقول: “كانت تقديراتي أن هذا التحول سيحدث تدريجياً خلال سبع سنوات، لكن ترامب، بسياساته، يسرّع انهيار النظام القائم… وما كان يبدو بعيداً، قد يصبح وشيكاً”.
هل تفقد أمريكا قبضتها على النظام المالي العالمي؟ الإجابة قد تتضح أسرع مما كنا نتصور.