SWED24: أظهرت دراسة سويدية جديدة أن القهوة التي يتم تناولها في أماكن العمل، وخاصة من ماكينات القهوة الآلية، قد تسهم في رفع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم. وخلصت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nutrition, Metabolism & Cardiovascular Diseases، إلى أن قهوة الآلة تحتوي على تركيزات عالية من مركبات مرتبطة بارتفاع الكوليسترول، شبيهة بتلك الموجودة في القهوة المغلية (kokkaffe).
وصرّح الدكتور دافيد إيغمان، اختصاصي التغذية الإكلينيكية وطبيب الأسرة في جامعة أوبسالا، لصحيفة أفتونبلادت، قائلاً: “إن اختيار نوع مختلف من القهوة قد يكون من أبسط التغييرات الصحية التي يمكن أن نقوم بها.”
قهوة الآلة أقل صحة من القهوة المفلترة
تحتوي قهوة الماكينة على نسب مرتفعة من مادتي كافيستول وكاهويول، وهما مركبان طبيعيان في حبوب القهوة، لكن يتم عادة التخلص منهما عند تحضير القهوة باستخدام الفلاتر الورقية. أما في القهوة المعدة دون فلتر، كما هو الحال في الماكينات أو القهوة المغلية، فتظل هذه المركبات في الشراب.
وفي هذا السياق، أشار إيغمان: “في دراستنا، قمنا بتحضير قهوة مغلية أيضاً، وكانت تحتوي على نسب أعلى من تلك المواد مقارنة بالقهوة الآلية. وبالتالي، يمكن القول إن قهوة الماكينة أفضل من القهوة المغلية، ولكنها لا تزال أقل صحة من القهوة المفلترة”.
وقام الباحثون بجمع عينات من 14 ماكينة قهوة مختلفة، على مرحلتين زمنيتين، ولاحظوا تفاوتاً في نسبة المواد الضارة، لكن معظم العينات احتوت على مستويات مرتفعة.
ليست كل القهوة سيئة
رغم التحذير من بعض طرق تحضير القهوة، شدد الدكتور إيغمان على أن القهوة في حد ذاتها ليست مضرة، قائلاً: “بل يمكن أن تكون مفيدة، فهي قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض معينة وتساهم في إطالة العمر. لكن في الوقت نفسه، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار تأثير بعض أنواع القهوة على الكوليسترول، وخاصة القهوة غير المفلترة”.
توصي الإرشادات الغذائية في الدول الاسكندنافية منذ عام 2023 بتجنّب القهوة المغلية تحديداً، نظراً لتأثيرها المباشر على الكوليسترول الضار (LDL)، وهو العامل المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما نُصح بالاستهلاك المعتدل للدهون المشبعة الموجودة في الزبدة والكريمة.
ويختتم الدكتور إيغمان حديثه بنبرة واقعية، قائلاً: “لا داعي لإلغاء قهوة الاستراحة السويدية (Fika)، لكن اختيار نوع القهوة هو خطوة بسيطة نحو نمط حياة صحي أكثر”.