SWED24: اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة مفاجئة في الشرق الأوسط، أثارت اهتماماً دولياً واسعاً لما رافقها من تحركات سياسية واقتصادية غير تقليدية. ففي غضون أيام معدودة، أبرم ترامب صفقات بمليارات الدولارات مع دول الخليج، رفع العقوبات عن سوريا، تدخل في الملف الأوكراني، وادّعى أنه حال دون اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان.
تحليل لشبكة BBC وصف الأسبوع الذي مضى بأنه من تلك اللحظات التاريخية التي “تضغط فيها أحداث عقود في أيام قليلة”، مستشهداً بالمقولة الشهيرة المنسوبة لفلاديمير لينين: “هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وأسابيع تحدث فيها عقود كاملة”.
ومن خلال هذا الزخم، يرى المراقبون أن ترامب، سواء في الحكم أو في الظل، يتّبع ما يمكن وصفه بـ”عقيدة ترامب”، والتي يمكن تلخيصها بنقطتين فقط: أولاً، على الولايات المتحدة أن تكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وثانياً، أن تُبنى السلام العالمي على أساس المصالح الاقتصادية والرأسمالية.
هذه الرؤية، التي تفصل القيم الحقوقية عن السياسة الخارجية، تلقى ترحيباً حاراً في العديد من عواصم الخليج، حيث يرى القادة في ترامب شخصية براغماتية تشبههم، على عكس رؤساء أميركيين سابقين أبدوا تحفظات على سجل هذه الدول في حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، تذكّر مجلة بوليتيكو بأن جو بايدن وعد في حملته الانتخابية عام 2020 بمحاسبة السعودية على انتهاكاتها الحقوقية، إلا أنه لم يلبث أن صافح ولي العهد محمد بن سلمان “بضربة قبضة اليد” في لقاء رسمي.
ويرى المحلل السياسي جون ألترمان أن ترامب “يمثل وجهاً مألوفاً” لحكام الشرق الأوسط، الذين لا يرغبون في سماع محاضرات أخلاقية من واشنطن، بل يبحثون عن شراكات تجارية واستراتيجية تخدم مصالحهم المشتركة.
ومع ذلك، يثير هذا النهج تساؤلات حول ما إذا كان ترامب يسعى إلى إعادة صياغة الدور الأميركي في العالم، أم أنه ببساطة يمضي قدماً في استغلال نفوذه السياسي السابق لتحقيق مكاسب مالية وإعلامية شخصية، دون إطار استراتيجي متماسك.
لكن، بالنسبة لترامب، لا يبدو أن هناك حاجة لخطة تفصيلية، فطالما أن المال يتدفق، فإن “الرأسمالية هي السلام”، كما تشير تحركاته الأخيرة.