قبل أيام من انطلاق مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S) في غوتنبرغ، تصاعدت حدة الخلافات بين قيادة الحزب واتحاد النقابات العمالية السويدي LO، خصوصًا حول قضية تخفيض عدد ساعات العمل، التي يُتوقع أن تكون واحدة من أبرز نقاط الخلاف خلال المؤتمر.
رئيس LO يوهان ليندهولم عبّر صراحة عن عدم ثقته بقدرة الحزب على إنجاز هذا الملف، مطالبًا بأن تُترك هذه القضية للاتحاد والنقابات بدلاً من السعي لسن قوانين من قبل الحزب.
وقال ليندهولم في تصريحاته: “نحن من ينظم سوق العمل عبر الاتفاقات الجماعية، وقد قطعنا شوطًا كبيرًا في هذا المسار. لا حاجة لتدخّل الحزب. يمكننا حلّ هذا الملف بأنفسنا”.
الحزب يرى في القضية فرصة انتخابية… وLO يحذّر من التكرار
داخل أروقة الحزب، يرى البعض أن وعدًا بخفض ساعات العمل الأسبوعية قد يُستخدم كورقة رابحة في الانتخابات العامة 2026. بعض المقترحات المطروحة خلال المؤتمر تدعو لتقليص أسبوع العمل إلى 30 أو 35 ساعة.
لكن ليندهولم يحذر من تكرار أخطاء الماضي، مشيرًا إلى تجربة اتفاق يناير خلال حكومة ستيفان لوفين، والتي اعتبرها خسارة كبيرة لحقوق العمال، ويضيف: “ما زلنا نتذكر كيف تم التخلي عن قضايا مهمة لصالح صفقات سياسية، ولن نسمح بتكرار ذلك”.
دعوة لزيادة الاستثمارات وليس فقط الدفاع
إلى جانب موضوع ساعات العمل، قدم LO قائمة مطالب موسعة قبل المؤتمر، شملت دعوات إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، والإسكان، والرعاية الصحية، والطاقة والمياه. وأكد ليندهولم أن الحكومة يجب أن تكون مستعدة لـ”فتح المحفظة”، حتى لو تطلّب ذلك رفع الدين العام.
وفيما اقترحت قيادة الحزب إنشاء صندوق للدفاع الوطني بقيمة 250 مليار كرونة، يرى LO أن ذلك لا يكفي، ويطالب بخطة إنفاق أوسع تخدم حياة المواطنين اليومية.
ترشح لمنصب قيادي مع وعد بالضغط من الداخل
من الجدير بالذكر أن يوهان ليندهولم مرشّح الآن ليصبح عضوًا دائمًا في اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو أعلى هيئات اتخاذ القرار داخل الحزب.
لكن ليندهولم شدد على أنه لن يكون مجرد تابع للحزب، قائلاً: “أنا لست مشجعًا من الخارج، بل سأكون بمثابة شعلة ضغط من الداخل. ما يهم العمال في السويد، سأضمن أن يظل حاضرًا على الطاولة”.
واختتم بالقول: “نحن نعرف سوق العمل السويدي جيدًا. نحن في LO نملك الخبرة والسرعة، وسنواصل الضغط من أجل تقليص وقت العمل الطبيعي في هذا البلد”.