SWED24: في تطور مثير للجدل، كشفت وثائق حصل عليها برنامج “30 دقيقة” في التلفزيون السويدي SVT أن سكرتيرة الدولة للشؤون التنموية، ديانا يانسه، قد تدخلت لوقف صرف مساعدات طارئة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك عبر رسائل نصية مباشرة إلى المدير العام لهيئة Sida، الجهة السويدية المسؤولة عن المساعدات الإنمائية.
وتُظهر الرسائل التي حصل عليها البرنامج أن يانسه طلبت بشكل صريح عدم إرسال أية وثائق مكتوبة بخصوص المساعدات الخاصة بفلسطين، قائلة: “نحن نعلم ذلك، من دون أي أثر ورقي، لأنك أبلغتني”، في إشارة إلى رفض توثيق الموقف بشكل رسمي.
وكانت هيئة Sida تستعد في الربيع الماضي لصرف مبلغ 30 مليون كرونة سويدية كمساعدة طارئة للأونروا، إلا أن تلك الخطة توقفت بعد تلقي الرسالة المذكورة، وكذلك بعد مكالمة هاتفية مباشرة من يانسه إلى مدير الهيئة، حيث طلبت خلالها عدم صرف أي مبالغ لصالح الوكالة الأممية.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت Sida أنها أجرت “تقييماً شاملاً” وقررت بناء عليه عدم صرف الدعم، وهي الخطوة التي أثارت موجة من الانتقادات.
غضب سياسي ومطالب بالتحقيق
ردود الفعل السياسية لم تتأخر، حيث أعربت المتحدثة باسم حزب البيئة (البيئة الخضراء)، أماندا ليند، عن قلقها العميق، قائلة: “مجرد الاشتباه في تدخل وزاري يُعد أمراً بالغ الخطورة ويجب التحقيق فيه بشكل عاجل”.
وأضافت: “بدلاً من الاستماع إلى الهيئة المختصة، تحاول الحكومة منعها من تقديم التقييمات اللازمة حول أفضل الطرق لإيصال المساعدات الإنسانية. ما يحدث هو انهيار أخلاقي في تعامل الحكومة مع قضية غزة”.
من جهته، نفى وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية، بنجامين دوسا، معرفته بمضمون الرسائل النصية، قائلاً: “لست على علم بذلك، كما أنني لا أشارك في جميع المحادثات بين سكرتيرتي العامة ومدير عام Sida”.
تساؤلات عن الشفافية وتأثير السياسة الخارجية
تثير هذه القضية تساؤلات جدية حول مستوى الشفافية في صنع القرار الحكومي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية في مناطق الصراع. وفي ظل استمرار الحرب في غزة والاحتياج المتزايد للدعم الدولي، يعتبر تعطيل الدعم للأونروا خطوة تحمل أبعاداً إنسانية وسياسية معقدة.
مع تزايد الضغوط والمطالب السياسية بالتحقيق، يُنتظر أن تلقي هذه القضية بظلالها على علاقة الحكومة بهيئاتها التنفيذية، وعلى سياسات المساعدات الخارجية في السويد خلال الفترة المقبلة.