SWED24: كشفت دراسة حديثة عن توقعات بزيادة هائلة في استثمارات مراكز البيانات في السويد والدول الإسكندنافية، الأمر الذي قد ينعكس بشكل مباشر على نظام التدفئة في المنازل التي تعتمد على الشبكات المركزية (fjärrvärme).
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث “Research and Markets”، فإن حجم السوق في المنطقة يُتوقع أن ينمو من 2.21 مليار دولار عام 2024 إلى 7.83 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 23.47%.
تعود أسباب هذه الطفرة الاستثمارية إلى عوامل عدّة، أبرزها الربط القوي عبر الكابلات البحرية الذي يربط دول الشمال الأوروبي مع أوروبا والولايات المتحدة، مما يجعل المنطقة موقعًا استراتيجيًا لمراكز البيانات العالمية.
كما أن الأطر التنظيمية المرنة في معظم الدول الإسكندنافية، إلى جانب سهولة عمليات الترخيص واستقرار إمدادات الطاقة، تسهم في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع.
وتشير الدراسة إلى أن السويد تحظى بموقع مميز في هذا السياق، ليس فقط بفضل بنيتها التحتية، ولكن أيضاً بسبب التكاليف المنخفضة نسبياً للطاقة، المدعومة باستثمارات ضخمة في الطاقة الكهرومائية المتجددة. وفي النرويج مثلاً، تسهم الضرائب المنخفضة ورسوم الشبكة القليلة في تقليل تكلفة الكهرباء بشكل كبير.
من جانب آخر، تتصدر الشركات السويدية والاسكندنافية السباق في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يعزز الحاجة إلى توسعة قدرات مراكز البيانات. وتشير الأرقام إلى أن نحو نصف الشركات السويدية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية.
تأثير مباشر على التدفئة في المنازل
من بين أبرز الآثار المترتبة على هذا النمو اللافت، هو تأثيره على نظام التدفئة المعتمد على الشبكات المركزية. حيث تتجه العديد من شركات مراكز البيانات إلى إعادة استخدام الحرارة الفائضة الناتجة عن تشغيل الخوادم، لتغذية شبكات التدفئة الحضرية.
ومن الأمثلة على ذلك، شركة “Stack Infrastructure” التي تعتمد على مبادلات حرارية لنقل الحرارة الناتجة من منشآتها إلى الشبكات البلدية، مما يسهم في تدفئة المنازل.
ويُشار إلى أن أكثر من نصف المنازل والمباني في السويد تعتمد على التدفئة المركزية، ما يجعل هذه التطورات ذات تأثير واسع على ملايين السكان.