SWED24: نشر موقع التلفزيون السويدي SVT على الإنترنت اليوم، مقالا للمحلل والخبير السويدي Mats Knutson حول الذكرى السنوية لرئاسة جيمي اوكيسون حزب سفاريا ديموكراتنا مما جاء فيه: “في الذكرى العشرين لتوليه زعامة حزب (SD)، يقف جيمي أوكيسون عند مفترق طرق سياسي: من زعيم حزب هامشي إلى أحد أبرز اللاعبين السياسيين في البلاد. لكن مع تقارب السياسات بين الأحزاب الكبرى حول الهجرة، يُطرح السؤال: هل ما زال دوره ضرورياً؟
عندما تولى أوكيسون قيادة الحزب في عام 2005، كان SD حزباً معزولاً، ملوثاً بجذوره المتطرفة، وغير مرحّب به في المشهد السياسي السويدي. كان ملف الهجرة هو الورقة الوحيدة على طاولة الحزب ورقة سرعان ما أصبحت محورية في خطاب الناخبين.
بحلول 2010، دخل الحزب البرلمان وسط مقاطعة سياسية شاملة. لم يحاوره أحد، لم يتحالف معه أحد. لكن بينما تجاهله خصومه، استمر هو في مخاطبة شريحة من الناخبين كانت تزداد اتساعاً وقلقاً من سياسات الهجرة الليبرالية. وحينها، لم يجد هؤلاء الناخبون صوتاً يُشبههم سوى صوت SD.
تحوّل تدريجي في موازين الخطاب السياسي
حتى بعد سلسلة من الفضائح، بقيت شعبية SD في صعود. تجاهل الأحزاب الأخرى لمخاوف المواطنين بخصوص الهجرة منح أوكيسون فرصة ذهبية لترسيخ وجوده. وعندما وقعت أزمة اللجوء الكبرى في عام 2015، غيّرت القوى السياسية الكبرى نبرتها بشكل جذري. بدأت تتبنى خطاباً أقرب إلى رؤية SD، في تحوّل سياسي غير مسبوق.
الآن، وقد بات ملف الهجرة مُستوعباً من الأحزاب الأخرى، تبرز معضلة جديدة: إذا أصبحت رؤية SD هي السائدة، فبماذا سيتفرّد؟ وما الذي يقدّمه أوكيسون للناخبين ولا يقدّمه غيره؟
اليوم، لم يعد أوكيسون الزعيم المنبوذ. بل أصبح شخصية محنّكة، معتادة على الأضواء، ومتقنة لخطاب الشعبوية السياسية. لكن نجاحه السياسي وهو ثمرة أخطاء خصومه بقدر ما هو ثمرة براعة حزبه قد يُصبح عبئاً، إذا لم يجد SD سبباً جديداً لإقناع الناخبين أنه لا يزال الصوت المختلف.
في السياسة، كما في الحياة، حين يصبح الجميع يُشبهك… قد تفقد نفسك.